حكايات وذكريات – سيرة قلم 43
بتاريخ: 02. 1984.09.. بعثت برسالة إلى النيهوم.. أخبرته فيها بأنني قد انتهيت من المسح الشامل لكل ما عثرت عليه بأرشيف صحيفة الحقيقة بالمكتبة المركزية بجامعة بنغازي.. من مقالاته ودراساته التي نشرها خلال عقدي الستينيات والسبعينيات.. وأخبرته أيضا بأنني سوف أقوم بمسح آخر مماثل لما يوجد منها بدار الكتب الوطنية.
وقلت له أيضا إنني وبعد أيام قلائل سأبعث إليه بالكتاب الأول للمراجعة وإبداء الرأي.. وحذف ما يود حذفه وإبقاء ما يراه مناسبا.. وأرفقت مع الرسالة الفهرس الذي أشرت إليه في الجزء السابق.. وطلبت منه أن يختار منه ما يرغب في نشره ككتب مستقلة أولا بأول.. وأرفقت له كذلك نسخة من كتابه: (من قصص الأطفال) الذي طلب نسخة منه.
وفي نهاية رسالتي أخبرته بأنني جد حريص على أن أخرج كل كنوزه المخبأة تحت غبار السنين وركام الأيام.. وإنني لفرح بذلك بل ويشرفني ذلك.
كتاب: بين حين وآخر
رجعت إلى الفهرس الذي اعددته.. واخترت منه واحدا وعشرين مقالة.. للكتاب الأول الذي أخذت عنوانه من إحدى مقالاته: (بين حين وآخر: ومقالات أخرى).. كنت وقتها أعمل كما قلت لكم بمجلة الثقافة العربية.. وكان في الدور الثالث من عمارة الثقافة العربية دار للنشر اسمها: دار افريقيا للطباعة والنشر والإنتاج الإعلامي.. وقد وقع لسوء الحظ اختياري عليها.. فقدمت لهم نسخة من الكتاب وعرضت عليهم رغبتي في نشرها.. فوافقوا على ذلك.. ووقعت معهم عقدا بالخصوص.. تنص إحدى مواده على تعهد الناشر بنشر الكتاب خلال ثلاثة أشهر من توقيع العقد.
وبتاريخ: 20/10/1984م… أي بعد توقيع عقد نشر الكتاب الأول بأيام قليلة.. بعثت إليه برسالة ثانية.. وأخبرته بأنني تعاقدت مع دار افريقيا للطباعة والنشر والإنتاج الفني.. على نشر كتابنا الأول: (بين حين وآخر).
تعثر عملية الطباعة
لم يكن الناشر صادقا في تعهده ذاك.. امتدت مدة نشر الكتاب من ثلاثة أشهر.. إلى سنوات وسنوات من المماطلة والانتظار الممل.. الأمر الذي اضطرني إلى طلب اجتماع مع مدير الدار الأستاذ على البطولي.. مستغلا وجود الصادق النيهوم بطرابلس.
عقد الاجتماع بالفندق الكبير مقر إقامة الأستاذ صادق.. وقدم الناشر اعتذاره لتأخر نشر الكتاب.. لعدم تمكنهم من إجراء التحويلات المالية اللازمة لتغطية أعمال الطباعة.. وتعهدوا لنا بالإسراع في نشره.. خلال ذلك الاجتماع طلب منهم الأستاذ صادق الإذن بطباعة الكتاب في سويسرا.. على أن يترك لهم مهمة تسويقه.. فلم يوافقوا على طلبه بحجة أن مكسبهم في طباعة الكتاب وليس في تسويقه.
رسالة الناشر إلى صادق النيهوم
بعد هذا الاجتماع بأيام قلائل تلقيت من الأستاذ/ سالم العقيلي مدير مكتب دار النشر ببنغازي الرسالة التالية الموجهة إلى الأديب النيهوم:
الأستاذ الفاضل / الأديب الصادق النيهوم – سويسرا.
ـــ بعد التحية،،،
يسر دار أفريقيا للطباعة والنشر والإنتاج الفني، أن تهديكم تحياتها، وفي ذات الوقت لا يسعها إلا أن تعرب لكم عن اعتذارها لكم، لعدم تمكنها من اتمام عملية طباعة ونشر كتابكم: “بين حين وآخر” الذي تم التعاقد بشأنه بين هذه الدار وبين وكيلكم في هذا العمل الأستاذ/ سعيد مفتاح العريبي، وذلك لظروف خارجة عن إرادة هذه الدار، وفي عدم تمكنها من اتمام التحويلات المالية المصرفية اللازمة، لتغطية أعمال الطباعة في المطابع بروما.. وقد قامت هذه الدار بمخاطبة الأخ أمين اللجنة الشعبية العامة بالخصوص.
هذا ونفيدكم بأن وكيلكم قد بذل جهودا مخلصة في اتصالاته مع الدار.. بشأن تبني طباعة ونشر أعمالكم الأدبية.
نكرر اعتذارنا بالخصوص.. مع تأكيد رغبتنا دائما من أجل تعاون مثمر في مجال الطباعة والنشر وخدمة الأدب والثقافة.. وفقنا الله جميعا في خدمة العلم والمعرفة.
مع أطيب تمنياتنا لكم بالتوفيق،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سالم مفتاح العقيلي/ مدير مكتب بنغازي.
بعثت إلى أديبنا صادق برسالة الاعتذار المؤرخة في: 29/ 06/ 1986م.. التي يبدون من خلالها حرصهم ورغبتهم في تعاون مثمر في مجال الطباعة والنشر وخدمة الأدب والثقافة.. أي بعد مضي ما يقرب من عامين من توقيع العقد.