طيوب البراح

لا تسامح

اللوحة من أعمال الفنان العراقي جمال إبراهيم مدد
اللوحة من أعمال الفنان العراقي جمال إبراهيم مدد

لا تُسَامح!
ولو جاؤوكَ بالغَفرانِ واعتذروا
ولو ألبسوكَ أثوابَ السلامِ
وفِي قلوبِهمُ السَّيفُ قد نُصِبَا
هل تُؤمنُ الوجهَ المبتسمَ؟
وقد خبَّأ الغدرَ في ضحكتِهِ الخبثى
لا تُسَامح!
ولو قيلَ إنَّ الحربَ قد ولَّتْ
إنَّها تكمنُ في الأرواحِ مختبئَةً
تنتظرُ لحظةَ الضعفِ، كي تفترسَ العِدَى

لا تُسَامح!
ولو كانوا برباطةِ جأشٍ قد جاءوا
بالعَهدِ وبتَسْمِيمِ الكَفِّ يُبْرِمُونَ السلاما
هل ترى النارَ حينَ تخفي ألسنتَها
ثم تَفْجُرُ في جُوفِ الظلامِ حريقاً؟

لا تُسَامح!
ولو سَخِرَ الخائنونَ من عنادكَ
لا تُؤمنِ السُّمَّ في كَفِّ الوُدودِ
ولو أدّعَوا الصدقَ، في قلوبهمُ الكذبَ
إنَّ الدُّموعَ لن تروي الجُرحَ العَميقَ
ولا المسامحَةُ ستنهي جُرحَ العِدا

لا تُسَامح!
ولو بَكَتْ مآقيهمُ، في خداعٍ مكشوفٍ
يَختبئونَ خلفَ قِناعٍ من النفاقِ
لا تُؤمنِ اليدَ التي قتلتكَ بالأمسِ
ثم تَمُدُّها اليومَ بزَهرٍ وسلامٍ
تلكَ الزهرةُ السّامةُ في جذورها
سَتقتلعُ شرفَ الحقِّ في زمنٍ آخرَ،
إنْ صَمَتَّ اليومَ، ففي الغدِ سَتُهَانُ

لا تُسَامح!
ولو كانَ الصراعُ طويلًا، والعُمرُ قَصيراً
فالنَّصرُ حَقٌ، ولن يُبنى على الزَّيفِ أو الخِداعِ
لا تُسَامح!
فإنَّكَ إنْ نطقتَها بقوةٍ
ستَظلُّ روحُكَ طليقةً،
والحُرُّ لا يَبيعُ شرفَ الكرامةِ
بالسِّلمِ الخَداعِ

مقالات ذات علاقة

كان هنا بيت

المشرف العام

قرص القمر

المشرف العام

إني اكتفيت

المشرف العام

اترك تعليق