نسيم اركوش
كنت وسيماً
أكتشف الأزقة
كأنها تكتشفني
لا أنا ..
أتحدث الإنجليزية بطلاقة
و البولندية أحياناً
مع الحسناوات ..
كنت أغادر إلى طبيعة خالية
مع حبيبتي
التي أدفع ثمن
حبها نقوداً ..
كنت لا أحب أخوتي
بقدر النساء
اللواتي يحطن بي
رغم أن حبهم
دون مقابل
و لكن أكرههم
لا أدري لما ..
يهاتف صديقي
رجال الإطفاء
ليعلمهم أنه ثمة حريقاً
ولا أبالي ..
همت مع سردي
وانعزلت عن الجميع
وأصبحت أردد لصديقي
..You are not comfortable at all
أترون كيف أتقن اللكنة الأميركية
و كأنني من بني جلدتهم ..
اشتُمُ من يتلاعب
باللغة العربية
و يتصدر التلفاز
لينشزها ..
استمع لسيدة الطرب
لأنها معلمة في كل شيء
حتى اللغة ..
و أكره الإسفاف الفني
الذي أتساءل فيه
لماذا تعلمني
بركوبها “الحنتور”؟
و لماذا استمع إلى صوتها
المزعج ..
هذا الزمان تغير كثيراً
حتى أنا تغيرت
أصبحت هشا
غير قادر على المشي
دون رفيقي العكاز
صرت أجلس
أضحك بصوت مرتفع
في المآتم والأفراح
ولا أعلم من بجواري
لا أراه ولا يهمني ذلك ..
أتنفس الذكريات
على أنها هواء
و أتغافل عن ذلك
لمرارة الحقيقة ..
كنت أرى الحياة بعيني
أما الآن أراها بقلبي
لم يلتقِ لدي البصر
و البصيرة
كلاهما لدي
دون أن يلتقيان !
عندما غابت الأولى
حضرت الأخرى
و أبصرت
عيون قلبي ..نسيم اكروش