المقالة

ليبيا في معرض 2020

الدورة 51 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

عاش جيلى بليبيا في ظل قطيعة مع الكتاب ومشهد الاحتفاء به، وأبرز علامات ذلك المشهد عدوان على الثقافة بعمومها والكتاب في مقدمتها، كانقطاع الطباعة والنشر، قفل أكشاك، ومنع أرضيات بيع الكتب، بل شهدنا فضاءات جمعت بها كتب، وكانت نيرانها تشتعل بمواجهة المكتبة التى أمرت من قبل النظام برميها بحجة أنها كتب صفراء!، وفى مؤسساتنا التعليمية غابت المكتبة التى تعد أول العلاقة بمحبة وممارسة عادة القراءة،التى إن حضرت وإن غابت في البيت، تعمل على ترسخها المؤسسة التربوية التعليمية.

أؤسس بهذه الأسطر المدافعة عن علاقتى الشغوفة بأى مشهد يبجل الكتاب، ويضعه في الواجهة كما ويقدر المنتج له على جهده، ومن ثم يضعه على ميزان القراءة والنقد لتبين الغث من الجيد، وإن غاب هذا مؤخرا مع ما نشهده من ازدحام للورق مضموما في كتاب، لايترسم هدفا وغاية يواجه بها حاجة ومتعة القارئ،على ذلك وأنا أحجز في مواعيدى لتاريخ معرض الكتاب بالقاهرة وأباشر النهوض إلى موقف محطة باصات مخصصة للمعرض، يوازى الشغف بالكتاب انخراطى بمشروع «كتاب ميادين» الذى بدأ ببنغازى مع مايو 2011 بكتاب في جريدة، وتواصل في القاهرة بإصدار كتب كلما توفرت الظروف لذلك في نشر مستقل يتوخى تقديم رموز ورواد الذاكرة الوطنية، كما الشئون الليبية في متغيرها وعلاقاتها الإقليمية والدولية، يحضر ذلك مع ظروف بلدى التى لا زالت تعايش الصراع والحرب، فلا يبقى لفعل المقاومة غير التشبث بمفاعيل الثقافة كقوى ناعمة مقابل لعلعة السلاح، وفى مشاركة ليبيا بالمعرض حضرت دور النشر الخاصة من شرق وغرب البلاد ما نشطت مؤخرا، بما تصدره من كتب ليبية أو ما تقتنيه من إصدارات عربية وأجنبية.

وكنت ضيفة في البث المباشر من أرض المعرض بقناة النيل الثقافية كناشرة ليبية أجبت عن أسئلة المعدة ريهام رجب والمذيعة دينا قنديل وبإشراف سامح محجوب ومثل ذلك ببرنامج صباح جديد بقناة الغد، وراديو صوت العرب، والقناة الفضائية Me Sat، حول مشاركة ليبيا هذه السنة والتى برزت فيها دور النشر الخاصة وإن غاب بعضها، وجاءت مشاركة بارزة معاندة للظروف القاهرة من: دار الوسط، والشعب، والرواد، والحسام، والبيان، والوليد، والساقية، وإصدارات «ميادين» بجناح الدولية، ومدبولي، وزهراء الشرق التى وصلت العشر كتب، وفى أول هذه السنة، منها ثقافة في وضع غائم لأحمد الفيتوري، وكراكوز لمحمد عقيلة العمامي، وليبيا الأزمة والانفراج رمزى مفراكس، ونساء الربيع العربى فاطمة غندور.

ما لفتنى بهذا المعرض رغم الشكوى من بعد المسافة، حضور العائلات وأطفالها وقد حدثتنى سيدة ترافقنا بالباص للمعرض أنها أكثر دورة للمعرض، ازدحمت بفعاليات سينما ومسرح وعروض فنية خصت الأطفال والراشدين، وعبرت لى عن أنها لأول مرة تترك أبناءها يذهبون للمعرض لمرات وحدهم وقد اقتنعت أن لهم الحق في المتعة مع أجواء دسامة الفصل الدراسي وقبلها الامتحانات، وكنت نقلت هذه الملاحظة لمدير تحرير نشرة المعرض «الكتاب» الكاتب الصحفى فايز سامح،حين تبادلنا حديثا حول عناية شخصية المعرض «جمال حمدان» بالجغرافية السياسية لليبيا، واستأذنته في نشر ملخص بالنشرة عن مساهمته القيمة تلك في أول سبعينيات القرن الماضى وقد كان «حمدان» بليبيا، وأنجز عدة مقالات ودراسات بالخصوص.واعتبرها المؤرخ الفلسطينى على صدقى الدجانى مادة أصيلة تسبر أغوار أثر الجغرافية السياسية في شخصية الدولة الناشئة، ما جعله يتخد الكتاب منهجا دراسيا لطلبته بجامعة طرابلس، الكتاب الجغرافية السياسية الليبية صدر عام 1970 (مكتبة مدبولى) ثم أعيد طبعه لأكثر من مرة لأهميته ورؤاه المستقبلية. لنا عودة لتفاصيل معرض القاهرة 2020.

مقالات ذات علاقة

الحياةُ في الغياب..!

سالم الهنداوي

فماذا تمطر سماء طرابلس؟

قيس خالد

ماوراء الجامع!!!

علي عبدالله

اترك تعليق