شخصيات

لا أريد مستقبلا يفصلني عن الماضي

فرج غيث

كانت الإمبراطورية الرومانية في أوج ازدهارها عندما حكمها أبن مدينة لبدة الكبرى الإمبراطور سبتيموس سويروس Septimius Sévèrus الإمبراطور الحادي والعشرون، الذي أمتد حكم اسرته الليبية للإمبراطورية الرومانية من عام 193 م إلى عام 235 م عندما ورثه أبنه كاراكلا في الحكم.

ولد في 11 أبريل 145م بمدينة لبدة الكبرى Leptis magna شمال غربي ليبيا (مدينة الخمس الآن) لأب وأم من عائلة ليبية عريقة من طبقة الإكواتيس وهي من أرقى الطبقات في لبدة الكبرى وقتها.

سبتيموس سويروس Septimius Sévèrus

أتم تعليمه في ليبيا ثم درس البلاغة والقانون والآداب والفلسفة في أثينا ثم روما، اشتغل بعدها بالمحاماة في روما، التحق بعدها بالجيش ولم يلبث أن أصبح قائداً لإحدى الكتائب الرومانية، ساعده أحد اقاربه الذي كان مسؤولاً في الولاية الرومانية لدخول المجلس الروماني كسناتور ومؤيد للإمبراطور ماركوس أوريليوس.

وأرتقى هذا الرجل سلم المجد حتى حكم روما لمدة ثماني عشرة سنة، من العام 193م حتى وفاته سنة 211م، ويصفه الكتّاب الرومان بالليبي الذي تعلَّم اللاتينية، ولكنه لم يفقد قط لغته الأم، حيث ظل طوال حكمه يتكلم بلغته الليبية في القصر الامبراطوري.

يعتبر من ألمع أباطرة روما وأكثرهم تصميماً وحنكة، اهتم بمسقط رأسه ليبيا، فاعتنى عناية خاصة بالزراعة التي ازدهرت ازدهارا كبيراً وكانت ليبيا تسمي آنذاك بمخزن الغلال في الشرق، واهتم بالتجارة فكانت مركزا تجاريا هاما شكل همزة وصل بين الشرق والغرب وبين وسط أفريقيا وسواحل البحر الأبيض المتوسط.

في القرن الثالث الميلاد من عام 193م إلى عام 211م زمن الإمبراطور سبتيموس سويروس، وزمن ألكسندر سويروس من سنة 222م إلى سنة 235م، بلغت لبدة مبلغا عظيما في الحضارة والتقدم العمراني، طور مدينة لبدة الكبرى كثيرا، حيث أنشأ فيها الكثير من وسائل العمران والتقدم وبنى العديد من المباني والحمامات ووسع من الأسواق والمسارح، عنى بشؤونها، ونشر فيها العلم والأمن، وأمعن في مطاردة المعتدين عليها، وعني برقيها الداخلي، فوفر لها سبل الحياة الصالحة.

وتقديرا لأعمال هذا الرجل المصلح واعترافا بإخلاصه أطلق السكان على أنفسهم اسم السبتيميون تيمنا باسم سبتيموس سويروس.

وضع تمثاله في أهم ساحات طرابلس العاصمة الليبية (ساحة الشهداء)، وتم لاحقا نقل التمثال إلى متحف لبدة بمدينة الخُمس.

________________________________
مؤسسة إرثنا للتراث والثقافة

مقالات ذات علاقة

النجمي على طريق الابداع وترجمة القصة الليبية

حسين نصيب المالكي

مالم يْكتب عن علي ناصر

المشرف العام

هذا الصديق الودود والليبي حتى النخاع…

المشرف العام

اترك تعليق