القاص ابرهيم النجمي عرفته في منتصف السبعينيات، عندما كنا ننشر قصصنا القصيرة علي صفحات صحيفة الاسبوع الثقافي، أنا وهو وسالم العبار والراحل صالح مصباح عباس وغيرهم.
قرأت للنجمي في الأسبوع الثقافي قصص: النواقيس، والحنين الي الأراضي الخصبة، وفي الفجر الجديد أوتار الفخاخ المباركة، وفي مجلة الفصول الأربعة الخبز المغموس بالدم وغيرها.
كتبت عن النجمي والقصة القصيرة في كتابي قراءات في القصة القصيرة الصادر عن مجلة المؤتمر سنة 2006م.
اطلق عليه الكاتب/ عبد الحميد حمدان ”عقاد الخليج بمدينة اجدابيا“.
وعندما كان موظفا بالمركز الثقافي اجدابيا توطدت علاقتي به أكثر، عندما زارني في كوخي، بحي الحطية في الثمانينيات.
كما تولى مع مجموعة من الكتاب والادباء تسيير شركة النشر والتوزيع في طرابلس، ونشرت له نلك الشركة رواية العربة، أعجبتني تلك الرواية عند قراءتها فحولتها الي مسرحية بعنوان (العربة)، عندما كنت معلما للغة العربية بمدرسة الضاحية الاعدادية طبرق وقدمها الطلاب على خشبة المسرح بالمدرسة، ولاقت الاعجاب والتقدير عند عرضها من اولياء امور الطلبة والجمهور، حتى انها عرضت للجمهور على خشبة المسرح المعهد العالي للنفط.
التقينا أنا والنجمي بعد ذلك عدة مرات في ملتقيات ومهرجانات ثقافية، من بينها ملتقى القصة القصيرة، الذي اقامته رابطة الكتاب والأدباء، في مقرها بحي الأندلس بطرابلس.
وفي سنة 2000م تواصل النجمي مع صحيفة الجماهيرية، وأخذ ينشر مقالاته الأسبوعية على صفحاتها في زاوية أسبوعية مثل المشجب والأرض لله ونحن عبيده، ولكن لم تعجبه تلك التغييرات التي كانت تحدث على مقالاته من قبل رئئيس التحرير فتوقف عن كتابتها.
كما كتب العديد من الروايات مثل المزامير ولمن نحمل السلاح والشمس تشرق غدا وجمع مقالاته ورواياته في مخطوطات لديه.
وعندما عين النجمي بالمركز الثقافي المالطي، اطلع على الأدب المالطي، باللغة الاتجليزية، فهو يجيدها قراءة وكتابة، فترجم رواية الزقاق للروائي المالطي جوزيف كتكوتي، التي نشرتها له الشركة العامة للنشر والتوزيع، وكذلك ترجم رواية: الزهور لاتنبت في البرلمان للروائي المالطي الدكتور أوليفير فيرجيري، نشرها مركز الأبحاث والدراسات للكتاب الأخضر.
وعلى طريق الابداع الليبي، عكف ابراهيم النجمي لعدة سنوات على ترجمة قصص القصاصين الليبيين، منذ بداية القصة الليبية ولأجيال القصة القصيرة وحتى اليوم، من اللغة العربية الي اللغة الأنجليزية، حتى وصل الي ترجمة أكثر من 1000 قصة قصيرة، لأكثر من ثلاثمائة قاص وقاصة، فهو عمل موسوعي ضخم، يحتاج الي دار نشر أجنبية لطباعته، حتى تظهر هذه الموسوعة في أبهى صورة لها.. فهل يتحقق ذلك قريبا؟ حتى لايضيع جهد الأديب ابراهيم النجمي في الترجمة سدى ويتعرف الغرب على القصة القصيرة في ليبيا.
15 September 2018