مُنحت جائزة “بوكر” الأدبية العريقة مساء أمس الاثنين مناصفة للكاتبة الكندية مارغريت آتوود عن “الوصايا” وللروائية البريطانية من أصل نيجيري برناردين إيفاريستو عن “فتاة وامرأة.. والآخر”.
وتوجت آتوود بالجائزة (قيمتها خمسون ألف جنيه إسترليني/ 62 ألف دولار) عن كتابها الذي يعد تتمة لرواية “حكاية الخادمة” التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني سنة 2017 لقي نجاحا كبيرا وأنعش مبيعات الكتاب الذي بيعت منه ثمانية ملايين نسخة في العالم بطبعته الإنجليزية.
وأثنى رئيس لجنة التحكيم بيتر فلورنس على الروايتين الفائزتين قائلا، إنهما تميزتا ببراعة اللغة وأناقتها وتألق البنية الروائية. وأضاف أنهما “تقدمان لنا نظرة ثاقبة وتخلقان شخصيات يتردد صداها معنا، وسوف يتردد صداها معنا على مر العصور”، لافتا لكون رواية آتوود تعد أكثر إلحاحا من الناحية السياسية في الوقت الحالي من أي وقت مضى.
آتوود للمرة الثانية
ونالت آتوود (79 عاما) جائزة “بوكر” سنة 2000 عن روايتها “القاتل الأعمى”، وقالت الكاتبة التي وضعت شارة ترمز إلى حركة “إكستينكشن ريبيليين” المطالبة بتدابير من أجل حماية البيئة “لقد فوجئت كثيرا، كنت أظن أنني تقدمت في السن كثيرا”.
وتقاسمت معها جائزة هذا العام الكاتبة البريطانية من أصل نيجيري برناردين إيفاريستو عن “فتاة وامرأة.. والآخر” التي تحكي قصة 12 امرأة من عائلات بريطانية سوداء.
وقد أثنت اللجنة على الرواية بأنها منحت صوتا لأشخاص لا يتم التعبير عنهم دائما، وقسمت رواية إيفاريستو إلى عدد من الفصول يوازي عدد الشخصيات، وهن نساء سوداوات بغالبيتهن من بيئات وأجيال مختلفة يسردن قصصهن على خلفية تساؤلات لا تنقطع عن لون البشرة والتمييز في العلاقة بالثقافة.
وقالت إيفاريستو (60 عاما) إنها أول امرأة سوداء تفوز بالجائزة. وأضافت “إنه لأمر لا يصدق أن أتشارك الجائزة مع أسطورة”، في إشارة لمارغريت آتوود.
رجلان وأربع نساء
أطلقت جائزة “بوكر” عام 1969 وهي تمنح كل سنة لكاتب “أفضل رواية بالإنجليزية منشورة في بريطانيا”.
وأعربت الروائيتان عن سعادتهما بتشارك الجائزة، وقالت إيفاريستو إن الجائزة ستساعدها في تسديد مبلغ اقترضته، في حين كشفت آتوود أنها ستتبرع بالمال لجمعية خيرية.
وكان بين المرشحين النهائيين الستة لنسخة عام 2019 لجائزة “بوكر” أربع نساء.
وشاركت الأميركية لوسي إلمان في السباق مع رواية “بط، نيوبريبورت” التي تقع في ألف صفحة وتتمحور حول مناجاة فردية لربة منزل في أوهايو، وتسلّط الضوء على “تعقيدات الحياة العائلية المثيرة للحنق”.
كذلك اختيرت الكاتبة التركية أليف شفق الشهيرة في بلدها بين المرشحين النهائيين عن روايتها “10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب” حول ذكريات امرأة منحرفة في عالم الجريمة بإسطنبول.
وكان سلمان رشدي (72 عاما) الذي سبق له أن نال هذه الجائزة العريقة سنة 1981 عن “أطفال منتصف الليل”، مرشحا هذه السنة أيضا عن “كيشوت” وهي نسخة جديدة من قصة الروائي الإسباني ميغيل دي ثيربانتس وتدور أحداثها في أميركا.
وحتى عام 2013، كانت جائزة “بوكر” حكرا على مواطني دول الكومنولث، قبل أن تنفتح على البلدان الأخرى الناطقة بالإنجليزية. وكانت الجائزة تعرف سابقا باسم “مان بوكر برايز” وخسرت في يناير/كانون الثاني شراكتها مع شركة الاستثمار البريطانية “مان غروب” التي كانت ترعى أنشطتها.