في صغري كنتُ أدندنُ بكلمات أغنية لم أفهم معانيها، إلى الآن لم أفكر في فك حروفها المتلاصقة ببعضها البعض، كنتُ مُتيمة باللحن، ولم تعنِ لي كلماتُها شيئًا.
في صغري كنتُ أترك الأشياء التي تربكني، لذلك لم أهتم بتفاصيل تلك الأغنية بقدر ما اهتممتُ بتدريب حنجرتي الصغيرة على الصياح بلحن أغنيتي عند نزول الدرج، وصعوده، في الحمام، وطابور الخبز.
كنتُ أمنع الأطفال من مشاركتي في غنائها، وكأنها لي .. كنتُ أغار عليها برغم أني واقعة في جهل معانيها، إلا أنها أصبحت لي، وعندما كنا نلهو مع أطفال الحي في الحديقة المقابلة لبيتنا، أقصد ألهو مع أغنيتي برفقه الآخرين، كان الكبار يحاولون تصحيح الكلمات بفضّها عن بعض، كنت أكره تدخلهم، وأكره طريقة عبثهم بأغنيتي، أحببتها هكذا فدعوها لي هكذا.
مع الوقت أصبح أصدقائي يغنونها بطريقتي، بمفهومها المبهم الذي لا يؤدي إلى معنى سِوَى لأنني أحبها هكذا.
المنشور السابق
المنشور التالي
علياء الفيتوري
علياء الفيتوري: مواليد مدينة بنغازي 1980. درست القانون بجامعة بنغازي. نشرت كتاباتها في الصحف المحلية، وعبر شبكة الإنترنت.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك