من أعمال التشكيلي محمد حجي.
طيوب الفيسبوك

ناقد ليبي

من أعمال التشكيلي محمد حجي.
مثقف من أعمال التشكيلي محمد حجي.

بمناسبة تعليق من “ناقد ليبي” حاول فيه تصنيف موقع “الادباء الجدد” في خريطة الأدب الليبي وشكك في قيمة نصوصهم لأسباب أخلاقية، وهو أمر أصبح شائعا بعد “شمس على نوافذ مغلقة” لدي كلمة بسيطة، فأنا لم أتحدث عن الردود التي جاءت ضد الكتاب وحملة التكفير، ودعوات القتل العلنية، والتهديدات التي وجدتها في الانبوكس، لأني كنت متاكدا انها من أشخاص يحاولون اخفاء سيئاتهم برمي الحجارة على الأخرين، لذا كان الرد سيكون مثل “ترك الدلاع في البحر” كلام غير منطقي، لكنني تلقيت تعليقا لأديب من عمق نسيج الادب الليبي ويكتب منذ عقود، يتهم فيه الكتاب باللا أخلاقية، وقلة الموهبة والتهور، ويصفه بالبلابوي، وبمجلات جنسية أخرى، تقدم خدمات جنسية بطيئة وبذلك هي لا تمثل الا حالة “تدني ثقافي وسياسي”. أود هنا ان اتحدث عن قليل مما كتبه بعض من أرفع أدباء وسياسي بلدنا.

خوذوا عندكم واحسبوا معاي بس: “النيهوم كتب عدة مرات “مشاهد جنسية” يمكن اعتبارها اغتصابات في قصصه البديعة، وهو من كتاب المحترمين جدا عند أغلب الليبيين، ويتم تقديسه حرفيا، حتى اللي ما قراش كتاب في حياته يقتبس منه، وخليفة حسين مصطفى كتب رواية من قرابة “الف صفحة” عن عاهرة اسمها نجمة تعرضت للاعتداء الجنسي في البيت قبل ان تهرب وتتحول إلى عاهرة في “ماخور حكومي” أيام الملك إدريس، في الكتاب حالات خيانة واغتصاب وهروب وعنف مع شرح لوضعيات جنسية مدهشة مستحيل يلقاها القارئ حتى في الكاماسوترا، منها “وضعية الفراشة” ونتحدى اي ناقد ليبي يكون سامع بيها، لا لا الناقد الليبي طيب ما يعرفش إلا anal، وما يقراش الادب اللا أخلاقي، بس يحب ابراهيم الكوني بالرغم انه سجل في “عشب الليل” سيرة زنا محارم، تمتد لجيلين، الاب يضاجع ابنته وينجب منها ثم يضاجع حفيدته عندما تبلغ، لا بل هذه الحفيدة يتم تربيتها جنسيا كأضحية مقدسة حتى يطأها الجد. هذا كوم واحمد ابراهيم الفقيه كوم تاني كتب مشاهد جنس جماعي ومجون غريب مع حشيش، يخليك تعرق واتطير من النشوة وانتا ورا الكتاب، كل هذا في روايته الذائعة الصيت والمصنفة ضمن أفضل مئة رواية عربية: “سأهبك مدينة أخرى”. الشويهدي اللي كان ماسك دار الكتب الوطنية كتب قصص فيها سيدة ليبية ومتحرش وحصان وفهمكم كفاية، العمامي، كتب عن رجل ستيني يضاجع سيدة مش زوجته وهي كانت متزوجة من شخص مثلي الجنس وكبساته على السرير مع واحد وقالت لعشيقها متحسرة: “حتى هو يبي راجل”. وفي رواية “تلك الليلة” لعبد الرسول العريبي مشاهد صادمة عن محاولة مجموعة يمكن وصفها بالمليشاوية، باغتصاب فتاة بعد خطفها إلى إحدى الغابات، الرواية كأنها تتنبأ باحداث ما بعد الثورة وهي مكتوبة قبلها بعقود، وهناك عشرات الروايات التي يمكنني الحديث عنها دون توقف، وهي قدمت مشاهد صادمة اكثر من بضعة أسطر”. 

الادب الليبي عظيم ومواكب للحظة اللي هو فيها، ولدى أدباءنا نظرة عميقة للمجتمع، بلا نفاق وهم متواضعون جدا ولا يفتخرون بانجازاتهم العظيمة، وفيهم شيء من حب التضحية والهرب من الشهرة، ادب حي وينشغل بالتفاصيل المحرجة في حياتنا، وتاريخنا الليبي ولا يخشى السلطة الدينية ولا أصوات الاخلاقيين اللي يحبوا في سبيل ثبات الاخلاق انهم يتركوا الجثة تتعفن في وسط الغرفة ويتحثون عن فضائل غض البصر وسد الانف والذرائع وهذه الخرافات التاريخية. الأدب الليبي تعلم دوما أن يتبع انفه، فالانف هو كل شيء ويجب دسه في كل شيء: السياسية والتاريخ والدين.

مقالات ذات علاقة

مفارقات

المشرف العام

استراحة وفنجان قهوة

عبدالقادر الفيتوري

عالم افتراضي

المشرف العام

اترك تعليق