قالوا 🙁 إن للذاكرة مرفأ ، ولها مفاتيح يمكن الدخول فيها إلى عالم المرء للتعرف إلى صفاته وكشف أسراره ، أو الحديث عن رغباته ، وأحلامه ، وعن مخاوفه وجراحاته .(
الكتابة أوالاستلهام من الواقع هو ما يمنح الكاتب طابعًا أدبيًّا مميزًا ..علي هذا الأساستفرَّد القاص والكاتب عبدالرحيم بوحفحوف في مجموعته القصصية ( مذاق حنظله ) وأيضاًكتابه مجموعة مقالات ( قهاير) .
وهذا الفضاءوالأفق الواسع يطرزه بوحفحوف بمهارة القاص الذي يبقي اللحظة والمضمون دون النظر إلىالجمال الخارجي من ألفاظ معقدة التراكيب .
القصص مضمخةبرائحة الواقع اليومي المفعمة بقهاير – قصص تبهرنا وتثير فينا الدهشة بقدرته علىسردها عبر لحظات سرد مشوق.
عبد الرحيم بوحفحوف قد أرَّخ للواقع بإحساسه الصادق والرؤى العصية في أحايين كثيرة بالصورالمليئة بالتناقضات التي تثير في القارئ الدهشة – فهو يصف الواقع بمعاناتنااليومية في ملحمة رفيعة المستوى ، لتشعر وأنت تقرأه كأنك أمام مشهد حي يجبرك عليالتلذذ بمتعة القراءة ، ويشعرك بالدهشة ، فسرده يخطف بصرك ، وينقلك إلى سبر أعماقالشارع ، ويمنحك تأشيرة مرور إلى واقع مرير يتخطف بصرك وإحساسك .
ولعلَّ الصورالواقعية النابعة من عين المتفرس أوَّلاً ثم حفظ الأماكن والأشياء المألوفة للقلبوالعين تجعلان ينساب الحنين المتسرِّب إلى أعماقنا المعجونة بالأسى والحزن ففي قصةالحقيقة ص (6) (..فيما يتواصل أمام عينيه دخول الرّباعات ، وخروجها وأكواب الشاي .. وتتوالى ليالي السهر في أجواء الحزن . .وهو لا يصدق ما يجري بالرغم من إيمانهالعميق بأن الأعمار بيد الله وبأن كل ما غاب عن العين هو غيب .)
وأيضًا في قصةحالة غش ( ص24) ( والاختباء لفترة خلف نظارة جميلة ، وبدله حريرية ، وربطة عنقأنيقة ، لممارسة أنشطة اقتصادية حتى وإن كانت فوق القانون ، ودون مراعاة لنقص مستندأو فساد سلعة أو ارتفاع تسعيرة ، أو تخوف من ضبطية حالة غش ..!! ) وفي قصة مذاقحنظله ص(59) ( لفظ آخر أنفاسه المتزاحمة بجانب العريس الذي نام ليلة العمر فوق بحيرة دمائه ).
وفي قصة الإيصالأختار لكم مما أورده في الصفحة (75) : ( مازال موضوع الحصول علي قرض عقاري ..الشغلالشاغل له .. ويحتل منزلة الطعام والشراب ومساحات الفكر ..يتنقل من مكان إلى آخر ..ويستفسر عن آخر المستجدات في هذا الشأن .. حتى صادف ذات يوم وهو يعبر الشارع الذييوجد به مبنى المصرف ..إن وجد الناس تتدافع وتتزاحم لقراءة أرقام قليلة .. كتبت علىورقة وحيدة .. علقت على لوحة ثبِّتت في فناء المبنى .. حاول الاقتراب .. لم يستطع .. فالناس يتدافعون ويتحلقون باهتمام شديد حول اللوحة يجيدون القراءة والكتابة حاولمرة أخرى بعد أن ابتعد قليلاً .. لم يستطيع رؤية شيء من بعيد لأن نظره ضعيف جدًّا ……………….. يا شباب أيش فيه ! كنكم… ؟).
صدر للكاتب مجموعة قصصية بعنوان مذاق حنظله عن دار طبرق للنشر والتوزيع والإعلان يحتوي علي ثلاثة وعشرون قصة في مائة وعشرين صفحة وهي :-
الحقيقة- الصرخة – العصفورة – نزوة – المبدأ- حالة غش – الحقيبة -التلاشي -صاحب صوب- حلم – مشهد- مذاق حنظله – النمل – الراعي- الإيصال -الخيبة نور- الرجل الأعور- الممر الطويل- قمة الحليب -القطة -عشيقتي المأساة .
ومجموعة مقالات بعنوان قهاير تحتوي على حوالي سبعة عشر مقالاً في مائة وثلاث صفحات .. العناوين هي :- الحوت – كفاكم ثرثرة – دجاج العسكر- المهابيل – مصعدون شعبيا مدي الحياة – صرصارالدون – المنظومة عاطلة – ليبيا أغلى – قهاير – كمبوت على حافة الموت – طبرق +3 = صفر – الضائعون – فراشة الوجد – صابرات واجدات أفندم – البحر لن يبتلع غزة – دفنقي .