تتبسّمينَ فأيّ شهدٍ يقطُرُ
فوق الشفاهِ وأيّ كرمٍ يُعصَـــــــرُ
أو تخطرينَ فأنتِ وردُ خميلةٍ
وسحابةٌ بالعطرِ دوماً تُمطِـــــــــرُ
حاكى سنا خدّيكِ في إشراقِهِ
لونَ الغروبِ وغصنُ بانِكِ أخضـــــــرُ
ما كنتُ أحسِبُ أن يعاودني الهوى
فأعودُ طِفلاً بالصبابةِ يفــخـــــــــرُ
حتى رأتْ عيناي فيكِ محاسِناً
سجد الجمال لها و صلّى الكـــــوثرُ
**
يا أختَ أفروديتا هل من مُنصِفٍ
يجلو الغشاوةَ والحقيقةَ يذكرُ
فيصيرُ اسمك في الدّنى أسطورةً
النّاي يَروي مجدها والمِــــزهَرُ
يا أختَ أفروديتا إنّي عاشقٌ
أنفاسهُ حبٌّ وشوقٌ مُسْـــــعرُ
نادى القوافي ينتقي كلماتها
فتسابقتْ طرباً إليه الأســــــطُرُ
وأنا لأجلِكِ شاعرٌ ومُتيّمٌ
ومُناضِـــلٌ و مقـــاتِلٌ و مُظــفّرُ
**
تبدينَ من خلفِ الغمامِ وقد بدا
بَرْقٌ يُكشّرُ والرعودُ تزمــــجِــــــرُ
وسفينةُ الأيامِ مُبحِرةٌ بنا
يلهو بها القامـــوسُ أنّى تُبحِــــرُ
الرّيحُ تعصِفُ تارةً بشراعها
وتعودُ أخرى في الصــــــواري تزأرُ
والموجُ عالٍ كالجبال يحوطوها
حِمماً على ألواحِها يتكسّــــــــــــرُ
وأنا على متن السفينةِ حائرٌ
هل من سبيلٍ للنـــــجاةِ أفكّــــرُ
وأسائلُ اليمّ المحيط الرفقَ بي
كيف الخلاصُ وأين أين المعبَـــــرُ؟!!
**
فيُطِلّ من بين الغيوم يُجيبني
وجهٌ تُروّيه العُذُوبـــــةُ أسمَــــــــرُ:
إنّي هنا لا تبتئسْ يا شاعري
كم من ظلامٍ عن شروقٍ يُسفِرُ
والعيش يكدُرُ ثمّ يرجِعُ صافياً
والغصنُ من بعد التجرّدِ يُزهِـــــــــرُ
والحبّ في الدنيا ذُرى آمالِنا
لولاهُ لا نبكي ولا نستبشِــــرُ
**
ردّدتُ في قلبي صدى كلماتها
وطفقتُ للأمل المرجّى أنظرُ
فإذا بذاكَ الغيمِ صحوٌ مُشرِقٌ
والشمس تزهو والمرافئ تظهرُ
وإذا بفاتنتي التي عكس الضّحى
نورَ ابتسامتها فلاحتْ أنــــــؤرُ
تشدو فينطلقُ الربيعُ وسِحرُها
ينهى على طولِ الزمانِ ويأمرُ
**
يا أنتِ.. لولا أنتِ ما كان الهوى
والحبّ لو لم تُخلقي لا يُذكرُ
يا أنت.. كم غنّى بحسنكِ شاعر
وتشوّقَتْ لصبوحِ وجهكِ أعصُرُ
وأنا بحُبّكِ صرتُ أكتشِفُ المدى
وملكتُ ما مَلَكَ الهِرَقْلُ وقَيْصَرُ
المنشور السابق
المنشور التالي
عمر عبدالدائم
عمر عبدالدائم، مواليد مدينة سبها في 18/3/1964، درس فيها الابتدائي والإعدادي والثانوي، تفوق في الثانوية العامة القسم العلمي سنة 1981، وتم توجيه دفعته كاملة للكلية العسكرية، ليستقرّ به المقام في كُليّة الدفاع الجوي، ثُمّ أوفِد وبعض زملائه للدراسة في مدينة سراييفو بجمهورية البوسنة إحدى جمهوريات يوغسلافيا الاتحادية “سابقاً”، تخرّج سنة 1985م مُتَحصّلاً على بكالوريوس هندسة كهربائية من الأكاديميّة العسكرية للهندسة الجويّة، في مجال الأنظمة الدقيقة للصواريخ المضادة للطيران.
انتسب للجامعة المفتوحة كصاحب عمل حُر، أكمل دراسة القانون في سنتين ونصف السنة، 2010.
تقدم في 2014 لإكمال الدراسة العليا في مجال القانون الجنائي، وتحصل على درجة الماجستير من جامعة طرابلس في 2016، وكانت الرسالة بعنوان “الطعن في أحكام و قرارات المحكمة الجنائية الدولية”.
صدر ديوانه الأول ” يسكنني” في يناير 2014، عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني بليبيا، وكان أول توزيع له في معرض القاهرة للكتاب 2014، أما ديوانه الثاني ” قبضةٌ من حُلُم” تحت الطبع الآن في وزارة الثقافة والمجتمع المدني.
قدم استقالته من الجيش في 2016، يعمل حالياً كأستاذ جامعي متعاون في الجامعات الليبية، أسس “منتدى ألوان الثقافيّ” صحبة مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافيّ في ليبيا. تحصل على عدة جوائز محلية كان أخرها جائزة “أوسكار ليبيا” للإبداع الشعري.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك