من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني
طيوب البراح

هواء نوفمبر

أمنة عبدالله

من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني
من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني

دخل معها هواء نوفمبر وهو يحدث صفير من وراءها، جاءت هاربة إلى هذا المقهى الشهير في هذه المدينة الصاخبة، من أصابع البرد وهو يعبث بمعطفها القصير….
يُذكرها هذا الهروب بملايين الهاربين من أوطانهم بعد أن أصبحوا فيها غرباء عن غيرهم من أبناء جلدتهم، وأحياناً حتى عن أنفسهم…..
جلست على طاولة مُطله على الشارع، خالية من كل شي إلا من ثرثرة صامتة كانت هنآ…وبقايا سكر منثور…وأيادي متشابكة فك قيدها، بوح ٍ مجنون …. فغادرت على عجل وهي تمسح آثار الدموع…..
أخذت تتفحص وجوه المارة …مُغرمة هي بقراءة الوجوه……الكل هنا في هذا البلد يلهث وراء لقمة العيش في سعي. محموم، طلبت القهوة مشروبها المفضل تلك السمراء صديقتها الوفية التي لا تعرف أخلاف المواعيد…. لفت انتباهها أوراق الخريف المتساقطة وهي تُراقص الهواء لا تأبه بقوته ولا بجبروته بل تستسلم لذراعيه بسكينة وهدوء…. تلك قوةٍ من نوع آخر ربما….. أيقظها صوت النادل من أحلام اليقظة بابتسامته وهو يدفع لها بالفاتورة من فوق أفكارها المزدحمة التي لا تعرف الهدوء…. دفعت إليه المال ولاحت منها التفاته إلي ساعة معصمها لتجد أن وقت المحاضرة الثانية قد أزف علي الدخول….

راحت تٌلملم أوراقها وحقيبتها علي عجل، وتدلف بنفسها مرة أخري في دوامة البرد والريح……رفعت قُبة معطفها وتذكرت أنها تُسابق الخطي للوصول إلي مبني الكلية مثلها ،مثل الذين كانت ترقبهم……….ابتسمت في سرها وواصلت السعي
 
بلغراد …. خريف …

مقالات ذات علاقة

أضغاثُ أحلامٍ

المشرف العام

يوميات ليبي

المشرف العام

حينما قابلتك

المشرف العام

اترك تعليق