وأصادفهم ..
كان موسى بن نصير يتسول في شوارع أجداده
بعد أن أنجز فتح الأندلس ..
وكان محمد بن القاسم
يتعفن في سجنه بعد أن فتح السند .
بينما كان المهلهل يذوب في درعه الحديدي
بانتظار جرعة ماء .
كلهم كانوا يموتون على مهل ..
كان يقتربون من الموت كلما ابتعد عنهم الأمل.
وكنت ُهناك ..
معهم .
لم أر الأندلس ..
ولم أدخل السند ..
ولم أطلب الثأر البعيد ..
أسبابهم عديدة ..
وأسبابي أنتِ .
تبتعدين فيقترب الموت ..
تبتعدين فتصفعني الريح ..
تبتعدين فافقد الكلام ..
تبتعدين كنجمة
وأنت القريبة كقلب ..
تتلاشين كقافلة من سراب
وأنت المحفورة كالوشم ..
تصمتين وأنت كل الكلام ..
تتلاشين كالكتابة على الماء
وأنت الراسخة كالجبال ..
ترحلين وأنت السكن ..
تفارقين وأنت السكينة ..