وحيداً … أبعدُ مني
و أقربُ من شهقةِ البنفسج
حين تكبرُ خلف الفصول
العابسة أمام أنخاب الريح
مازلت أجلسُ مذهولاً
أحدقُ فيك في العتمة الحبيبة
و أنت بالأفكِ العظيم
و بالعري العقيم تستدرجني
باذخاً بالرثاء في وجه ليلٍ
يقوضني بالوجع الأشقر
لنبدأ من جديد رحلة العري
على صراخ غيمةٍ كان يؤتثها
البرق ليخطف رائحة المطر
و يمضي بعيداً
يخبيء دهشتنا ريثما
تزهرُ من جديد ..!
…………………. ……….
/
وحيداً وقبل أن تشعر بالخيبة
و أنك تفقدُ أجمل الأحزان
أقترحُ عليك بدل البكاء
أن تغني لآخر نفس
أن تتسلى بأوجاع الدراويش
بين شهقةِ نجمة و أنين موجةٍ مسافرة
في زُرقةِ قمرٍ يقترحُ الضوء و الدم !
كم من درويشٍ كان نديمك
أيها العام العجوز !
مازال يحملُ في جرابه
شيءٌ و لو قليلاً من وجع الورد
كم من وشمٍ أسودٍ يمعنُ
في الصهيل على بياض الروح
أقترب قليلاً صديقي الخائب اللذود
أعرفك .. شوكةً .. شوكة
في حلق الغناء
و دعني من ابتسامتك الدميمة البلهاء
فما من قامةٍ أخرى نربيها
على التحليق و الغناء
ستموت و ترتدي نون النهاية
إلا أنني سأضحك حتى البكاء
فكل بابٍ بعدك سأطرقه
في بلاد الغيب قد يحتاج لننير عتمته
بأحزاننا المنذورة لدهشة الضوء
و الغناء …
فقط يناسبك أن ثمكث في هذا النص
و علاً جميلاً برياً
و أن تقترح علينا خطيئة الغياب
لنمعن في وجع الغناء
كلما أزداد الليلُ و حشة
وداعاً ….
فلوجهك صورٌ هشة و مضيئة
ربما تتسع لنصوص و دراويش
قادمين …!
……………………………
مفتاح البركي 29 / 12 / 2018