صدر أخيرًا كتاب «الخلاصة: أسئلة وكلمات» للأديب الكبير، يوسف الشريف، عن دار «مكتبة طرابلس العلمية العالمية» للنشر.
ويأتي الكتاب في 480 صفحة، من الحجم المتوسط، يتناول العديد من المواضيع الفكرية، ويجيب عن بعض التساؤلات، وهو كما جاء في كلمة الناشر: «ليس فيه ما يثير وليس فيه أسرار أو مغامرات تحكي عن سيرة متميزة، كل ما فيه رحلة بوح طفولية أتت فيما صافرة قطارها تئن من ثقل رحيلها، ميزته صدقه الذي يذهب إلى أقصى مدى لأن قلب كاتبه لم يغادر طفولته».
ويواصل الناشر بقوله: «يكتب كأنما يكتب لصديق حميم، لغته أيضًا لم تغادر طفولتها، ليس فيه من المحسنات ما يؤكد صدقها أو من البديع ما يؤكد سحر لغتها، هي فقط خلاصة لحياة قلم تعلم أن الصدق هو الذي يعطي للحياة معنى ويجعل من الدفاع عنها فرض عين لا أكثر ولا أقل».
والكاتب يوسف محمد الأمين الشريف ولد في أواخر العام 1938م، وحصل على شهادته الجامعية في علم الاجتماع. وتقلد أكثر من منصب، منها رئيس قسم البرامج والإنتاج بالإذاعة، ومحرر ومترجم بقسم الأخبار بالإذاعة، ومدير إدارة البرامج والإنتاج بالإذاعة، ورئيس قسم البحوث بوزارة الإعلام والثقافة، حتى أصبح مديرًا للإذاعة سنة 1969م.
كما كتب الأحاديث وأعد البرامج الإذاعية والمرئية، كما كتب التمثيليات الإذاعية والمسلسلات، وتولى رئاسة تحرير مجلة «أفق» وهي اقتصادية متخصصة، ورئاسة تحرير جريدة «مواسم»، وتولى رئاسة تحرير مجلة «الفصول الأربعة» برابطة الأدباء والكتَّاب الليبية.
والشريف أيضًا عضو رابطة الأدباء والكتاب الليبية وعضو اتحاد الكتاب العرب وعضو لجنة الطفل باتحاد الكتاب. وبدأ النشر في القصة القصيرة سنة 1959م، وصدر له منها مجموعات: «الجدار» و«الأقدام العارية» و«ضمير الغائب» و«هذا كل شيء»، ونشر إنتاجه في صحف ومجلات ليبية وعربية. كما ترجمت بعض قصصه إلى الإنجليزية والروسية والصينية.
وهو أول من ترجم في أدب الطفل من اللغة الإنجليزية، وأنشأ أول مكتبة للطفل في ليبيا، وكتب في العملية التعليمية ومناهج التعليم الأساسي.
ومن أبرز أعماله للأطفال: «المعجم الميسر للأطفال و«من حكايات الحروف للأطفال» وسلسلة «عصافير» القصصية للأطفال، وغيرها من الكتب والمؤلفات المتخصصة.
الشريف يتحدث
متحدثًا عن سيرته الذاتية باختصار، يقول الشريف: «لم اتعود الحديث عن نفسي، ولعل أصدقائي والقريبين من مسيرتي الأدبية والإعلامية وفي فضاء الطقولة يعرفون عني إصراري على الابتعاد عن أي فرصة للظهور، لكني وقد تجاوزت السبعين من عمري سأفعلها للمرة الأولى والأخيرة، سأفعلها لأن صغيرًا من صحافة ما بعد الثورة سفه رأيي وقال: لم نعرفك إعلاميًا، ولعلمي بالقطيعة الحاصلة بين الأجيال، أستأذنكم للتوقف وباختصار شديد عند تجربتي الإعلامية».
ويضيف: «بشهادة في علم الاجتماع من كلية الآداب بالجامعة الليبية التحقت بالإذاعة سنة 1962، وكنت قد بدأت نشر إنتاجي القصص قبل التحاقي بالجامعة سنة 1959، وفي الإذاعة شغلت إدارة البرامج والإنتاج ومراقبة النصوص، ثم إدارة الأخبار محررًا ومترجمًا، في الإذاعة كتبت الأحاديث والمسلسلات وأعددت البرامج والمواسم الإذاعية، بعد سبتمبر 69 شغلت منصب مدير الإذاعة وبعد أسابيع قدمت استقالتي ووقفت في الصف المواجه فقد تبين لي مبكرًا أن العسكر والديمقراطية لا يلتقيان، دخلت ميدان الصحافة ولم أخرج منه بعد، كنت صبيًا عندما تعلمت جمع الحروف، وتابعت معظم الصحف الليبية التي صدرت خلال خمسة عقود ثم صرت أحد كتابها وتعلمت من تجربتها ورموزها، درست معظم المفردات الإعلامية نظريًا وعمليًا في الداخل والخارج، درست الصحافة والتلفزيون، كتبت السيناريو وترأست لجان النصوص في الإذاعتين، شغلت رئاسة تحرير أكثر من جريدة ومجلة وساهمت في تحرير أكثر من جريدة ومجلة، كتبت في أكثر من صحيفة عربية وشاركت في ملتقيات تهتم بالشأن الثقافي والإعلامي، قدمت الاستشارة الصحفية لمجلات ومطبوعات متخصصة ومؤسسات إعلامية، رافقت السيدة خديجة الجهمي في رحلتها من بدايتها في المرأة والأمل محررًا وكاتبًا، بلغ عدد سنوات دراستي وتدريبي في الخارج أكثر من أربع سنوات شملت الإدارة والتنظيم والتدريب وتخطيط المؤسسة الصحفية وأساسيات العمل الصحفي واتجاهات الرأي، إلى جانب هذا، ترجمت وكتبت الدراسة والمقال الصحفي والافتتاحية الصحفية ووقفت سندًا ومرشدًا لأقلام صحفية لاحقة، بعد التحرير أصدرت جريدة (الليبي اليوم) ثم أوقفتها لأنها صدرت في غير توقيتها».