نصوص درامية من التاريخ الليبي
إهداء…
إلى الراحلين النبيلين
المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد
والايرلندي هاري كريج- صديقنا المشترك
كاتب سيناريو الرسالة وعمر المختار
الكدوة: العزيزية القديمة
طرابلس: المدينة القديمة (شتاء 2005)
ظهور تدريجي…
خارجي… القصر الأحمر سبها شروق.
قلعة حمراء في شمس الصبح.. عبر الرمال والنخيل.. وهسهاس السراب.. وفي الخلفية تلال جبلية..
يدخل الكادر طارقي ملثم على ظهر مهري أبلق..
الطارقي: مسلح بسيف وحربة.. يتجه مسرعاً نحو القلعة الحمراء.. تتابعه آلة التصوير من بعيد..
ونرى فيما نرى.. بعض حرس القلعة.. ومن خلف الأسوار تظهر هذه الكلمات مكتوبة بالأزرق: فزان جنوب ليبيا سنة 985هـ / 1578م
خارجي.. باب القلعة شروق.
الطارقي أمام الباب الضخم.. وكوة تفتح في الباب… ويطل وجه حارس غير ملثم.
الطارقي يزيح اللثام عن وجهه.. نرى آثار الأخبار المكدرة على ملامحه.
الطارقي
أنا مهمدّو.. افتحوا الباب.
الحارس تنشرح أساريره.. ويبتسم.
الطارقي
نسيتني يا بشر!؟
الحارس بشر يواصل الابتسام، يختفي من الكوة، ويفتح الباب.
بشر
هل أحضرت الحجاب المضاد لسحر النساء؟!
الطارقي يدخل بجمله..
الطارقي
أحضرت معي خبر اقتراب الحرب.
الطارقي يبتعد بالمهري، وبشر يستند بظهره إلى الباب ويتابع الطارقي بنظرة حائرة أو قلقة..
الطارقي يتلفت نحو الحارس بشر، يضع يده في جبيرته.. ثم يلقي إليه بالحجاب.
الحارس بشر يلتقط الحجاب.. ويسارع بوضعه حول رقبته بوقار وبهجة.
الطارقي يبتسم ويقول لنفسه:
الطارقي
النساء شر لابد منه مثل الحرب.
خارجي قافلة بين الكثبات شروق.
قافلة من الإبل… بين التلال الرملية…
بعض الحراس يمتطون الإبل.. يحملون الرماح والسيوف..
المنتصر الفاسي.. صاحب فزان: في الأربعين، وسيم، نقي البشرة، عليه ملامح النعمة، مسلح بسيف في الغمد، على ظهر جمل.. في مقدمة القافلة والحراس..
أحمد.. على ظهر ناقة.. يسير إلى جانب الفاسي.. وفي مثل عمره.. ومن خلفهما على مسافة مرمى حجر…
الصوفي.. جاوز الأربعين يسير على قدميه، في يده مسبحة، وعلى كتفه (خرج)، ملابسه بيضاء، وضئ الملامح، عليه سيماء الهناءة والرضا الداخلي، يتأمل حركة طير فوق التلال الرملية القريبة..
خارجي جدار تين العاشق أكاكوس نهار
يمرون بجدار (تين العاشق) نقوش ورسوم ما قبل التاريخ تتراكب على امتداد الجدار..
الصوفي يتأمل الآن الجدار الملون..
يتوقف المنتصر وكذلك أحمد، والصوفي يقترب منهما من الخلف.
المنتصر وأحمد ينظران إلى الصوفي بإلتفاتة متزامنة من رأسيهما.
صوت المنتصر من خارج الكادر يقع على الصوفي وعلى جدار الرسوم وعلى رقوش الزرافات الثلاث.
المنتصر (من خارج الكادر)
ساح عشرين سنة باحثاً عن بساتين المعرفة.. ثم صار مريدا للشيخ عبد السلام الأسمر
الصوفي يقترب.. يقع ظل المنتصر والجمل على الصوفي المتأمل لنقوش الزرافات الثلاث وعربة الجرمنت الرباعية العجلات ذات الخيول الأربعة.
الصوفي
زرافات جميلة من عمل الأسلاف قبل الرحيل المطر.. وبعد آلاف عديدة من السنين رحل المطر، وانتشر الجفاف وتعرت الصحراء، وصارت البلاد غير مضايفة.. فهاجر الناس والحيوان إلى أوطان أخرى.
(توقف)
والذين لم يهاجروا.. عاشوا في الفقر والمرض والجهل وبلا رسالة.
المنتصر (مع شبح ابتسامة)
يا صائم عن الخطايا.. يا قارئ الكتب/ ويا كاتب التاريخ.. سأسألك عن النساء.
الصوفي.. يبتسم.. يتجاوز ظل المنتصر، ويمشي بمهل..
المنتصر وأحمد والصوفي يسيرون معاً..
الصوفي
النساء عند فيلسوف اليونان سقراط: شرارة صغيرة تشعل الحرائق الكبرى.
المنتصر وأحمد والصوفي يسيرون معاً باتجاه آلة التصوير.
أحمد
أخبرتني ذات مرة عن مغامرات صغيرة مع نساء في بلاد الأسبان، وعن مغامرات معهن في سفراتك إلى الهند.
الصوفي (مع شبح ابتسامة)
كان ذلك في شبابي (صمت) غفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين (صمت) والحديث عن النساء يحتاج إلى الشاي الأخضر.
داخلي القصر الأحمر الديوان نهار
غرفة الديوان فخمة.. مزركشة على طريقة أثاث غدامس.. مرايا ملونة الأرض مفروشة بالسجاد..
خود بنت شاروما (زوجة المنتصر) في الثلاثين.. جميلة إلى حد مذهل.. وضيئة الوجه، بعينين براقتين، حجاب الشعر لا يحجب خصلات ذهبية تنسدل فب ضفائر على الكتفين، وجهها (رغم جماله) يتوقد بالحزم..
حاجب أسمر يقف كالمارد.. متصالب الذراعين..
وفي الركن صندوق خشبي كبير مزين بالنحاس…
خود تجلس على أريكة.. أمامها.. على البساط يجلس الطارقي.. القرفصاء.. أمام خود صينية عليها كأس من عصير ليمون.. وكذلك أمام الطارقي.
الطارقي
الجنود أقل من خمسين والبقية من مرزق.
الطارقي ينهي كأس الليمون.. ثم يواصل.
الطارقي
وجاء معه الصوفي.
خود (مقاطعة)
الصوفي يحمل السيف؟
بأذني سمعت الصوفي يقول: (لا يحق لإنسان حمل السلاح إلا للدفاع عن النفس أو الأوطان أو الصيد الحلال) (صمت).
هل اشتراه المنتصر بالمال؟!
تدخل جارية سمراء.. تحمل صينية عليها كؤوس الشاي الأخضر.. خود تنتظر حتى تنصرف الجارية ثم تواصل:
خود
حامل القلم.. الزاهد في الدنيا يسير في ركاب حاكم غير عادل.. مثل زوجي المنتصر الفاسي!
(زماننا هذا أشر الأزمنة) كما يقول سيدي عبد السلام الأسمر في الوصية الكبرى.
الطارقي يرفع رأسه، ولأول مرة ينظر مباشرة إلى عيني خود.
الطارقي
(بنبرة فيها بعض الاحتجاج)
الصائم عن الخطايا لا يباع ولا يشترى بالتبر..
الطارقي يطرق برأسه إلى الأرض، ثم يرفع رأسه مهموماً إلى السقف وبهدوء يقترح:
الطارقي
الصلح أفضل من الانتقام.
خود (بحدة)
أنا أتعطش إلى خنقه انتقاما وأنت تحدثني عن عناقه صلحاً (صمت).
المنتصر.. ذئب في إهاب حمل (صمت).
المنتصر.. من سلالة أولئك الذين- قبل سبغين عاما فقط سلموا غرناطة للأسبان وبكوا مثل النساء على ملك مضاع.. لم يحافظوا عليه مثل الرجال…
الطارقي (مهدائاً)
أخبرنا الصوفي.. إنكم من فاس.. ولستم من سلالة أندلسية.
خود
… جدّة المنتصر (صمت) من شجرة عبدالله الأحمد الصغير آخر ملوك غرناطة…
خود تقف الان، وتقترب من الجدار المعلق عليه السيف.. وتنظر إلى صورتها في المرآة الغدامسية الصغيرة المزركشة…
خود
لم يطبق العدل بين الزوجات… فكيف يطبق العدل بين الرعية؟.
خود تخرج من الصندوق الكبير ورقة مطوية والورقة المطوية ما تزال بيدها.. تحركها وتتحدث واقفة.
خود (بهدوء)
داخلني ما داخل النساء من الغيرة على أزواجهن (توقف).. كأن يقعد أياما عندي في سبها وأياما عندها في مرزق… (صمت)
وهذه المرة مشى إلى مرزق… وقضي أكثر من ثمانين يوماً.
خود الآن تنظر إلى وجهها في المرآة الصغيرة.. وتظهر خود في هذه اللقطة من الرأس إلى القدمين بشكل جانبي يري قامتها الهيفاء.. ثم تمد الورقة إلى الطارقي.. وتنظر مباشرة إلى آلة التصوير وتقول بغضب:
خود
تغادر الآن المكتوب إلى الباشا التركي في محروسة طرابلس، وفحواه.. إن تقدموا علينا في فزان لتحكموا البلد، ونعدكم بالعطاء الجزيل.
خارجي جدار نقوش أكاكوس نهار
الصوفي.. يجلس القرفصاء في سكينة مريحة على الرمل.
والمنتصر وأحمد يتكأن على السروج.
خيط دخان يرتفع من جمر النار.. وبراد شاي يفوز بالبخار وصينية عليها أكواب الشاي.. وزنجي.. يجلس في صمت وفي عينيه بسمة آبدة.
(نسمع في الجوار) رغاء جمل هائج.. لغط بشر..
الصوفي… يرنو إلى الجدار الأكاكوسي البعيد وخرجه إلى جانبه ونرى بعض المخطوطات في الخرج..
الصوفي (ينهي حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة)
..وهكذا.. أقنعت المرأة العفريت.. بالعودة إلى القمقم وأغلقته عليه إلى الآن.
أحمد
بعد أن كانت سجينة صارت السجانة.
المنتصر
آه يا صوفي من المرأة إذا حقدت.. خصوصا.. إذا كانت زوجة غاضبة.. مثل خود بنت شاروما (صمت) + (توقف) أرسلت إليّ ثلاث كلمات (الحرب بيني وبينك)
الصوفي
وماذا تقول خود عن زوجها المنتصر الفاسي؟ (صمت) تلك حكاية أخرى (توقف) حكاية الغيرة… التي تغلب الإنسان على طبعه.. فيصير كالبهيمة (صمت) إن في غيرة خود حباً للذات أكثر مما فيها من حب للمنتصر وفراستي.. وحدسي يقولان لي.. مالا أحب أن أقوله إلا على مضض..
المنتصر وأحمد وقد جحظت عيونهم وتسمرت على وجه الصوفي الذي يخط على الرمل بإبهامه إشارة x
الصوفي
الأمر يهم فزان كلها..
الصوفي يجول بعينيه في المكان.. وآلة التصوير تتحرك لتشمل دائرة المكان حيث الرمل والظل والصمت والسراب..
الصوفي (من خارج الكادر)
دولة أولاد محمد هي أول ما أنشأ من دول في هذه البلاد التي حكمها الرومان وتحكمها الصحراء والجفاف منذ آلاف السنين المتطاولة.
..آلة التصوير تستعرض مشاهد من اللوحات الصخرية الجميلة.
الصوفي (من خارج الكادر)
انظروا إلى العبر في تصاوير الأسلاف المحفورة في قلب الحجر (توقف) إنهم من أوائل البشر الذين كتبوا التاريخ الإنساني بالرقش والتصوير.. قبل أن يعرف الإنسان الكتابة.
الصوفي يشير بيديه معاً إلى (جدار تين العاشق):
كانت هكذا (توقف) حياة البلاد قبل الصحراء (صمت) انظروا إلى حياتنا الآن بعد الصحراء؟!
بلادنا الجنة الوارفة صارت بلاد الوحشة والكآبة والسراب.
..آلة التصوير تستعرض مشاهد من اللوحات الصخرية الجميلة.
ثم تتوقف آلة التصوير لتظهر في لقطة كبيرة عربة الجرمنت الرباعية بخيولها الربعة.
الصوفي
إذا لم يقع الصلح بينك وبين خود بنت شاروما سوف تذهب ريحكم.. وخاتمة القول.. أقول: الطرق من أمامكم كلها مستديرة.. ودولة أولاد محمد دولة طفلة، قد تستمر وقد لا تستمر.. الله وحده يعلم.
المنتصر
بنت شاروما كيدها عظيم.. (صمت) خرجت مع نفر من الجنود وتركت جيشي في القصر الأحمر.. فأفرغت خود خزانتي في جيوب الرعية والجنود.. ووزعت الأسلحة على الرعاع..؟ أكتب في قرطاسك.
الصوفي (غير مهتم)
هذا العالم سحابة عابرة نبذتها وراء ظهري.
المنتصر (مقاطعا)
أنا لم أسألك عن رأيك في العالم أسألك تدوين ما أقول (بحدة) أكتب ما أقول.
الصوفي (بهدوء)
أولاً: أغضض من صوتك.. وكن حكيماً يا منتصر!!
المنتصر (غاضباً)
تتجرأ عليّ يا صوفي في أيامي السوداء وأنا المنتصر الفاسي ولي الأمر والنهي في فزان والصحراء!
الصوفي (بهدوء)
وثانياً: لست من أتباعك، ولا أكتب إلا الصدق ولا أتبع إلا ضمير قلمي القصب.. ثم من أولاك الأمر والنهي في فزان والصحراء؟ السماء الزرقاء؟ أم الجبال الشاحبة؟ أم الرمال البرتقالية؟ أم الزرافات الثلاث؟
وثالثاً: هل تعرف ما الذي يعطى وما الذي يؤخذ؟ وأنت تمسخ رعاياك بمن فيهم زوجتك خود إلى بقرات مرقوشة على جدار أكاكوس.. وتدر الحليب أيضاَ؟
المنتصر.. يطرق برأسه.. والصوفي يواصل..
الصوفي
حليب الإنسان هو عطاء فكره.. منذ أن عرف الإنسان أنه خليفة الله في الأرض.. وعرف أم الله يريده أن يحقق انتصاره على ظاهر الشر في العالم.. ويقهر أمراضه وفقره وجهله وتسلط الآخرين على حياته، ويقهر مظاهر الظلم والخداع.. ورذيلة الجبن في مواجهة أخطائه..
المنتصر يقف وينحني ليقبل رأس الصوفي..
الصوفي يرفض ويرفع كف يده..
الصوفي
الاعتذار لا يحتاج إلى تقبيل الرأس…
مزج إلى:
داخلي قلعة طرابلس ليل…
الباشا التركي البدين على كرسي الحكم في الديوان بجواره ضابط.. الطارقي (من دون سلاح).. وقد لبس أجمل الملابس عند الطوارق يقف بكبرياء.. وكاتب الديوان يقرأ على الحاكم التركي خاتمة رسالة خود.
الكاتب
وفي الختام أقدموت علينا وسنهيأ كل ما يلزم لإقامتكم.. وإقامة جنودكم في فزان إلى آخر الزمان.. إن شاء الله.. والسلام.. خود بنت شاروما الفاسي.. زوج المنتصر الفاسي صاحب فزان…
اختفاء تدريجي
ظهور تدريجي
خارجي بحيرة قبرعون شروق
تتبثق هذه الكلمات مكتوبة باللون البرتقالي على سطح البحيرة وتموجاتها..
بحيرة قبرعون
بعد خمس سنوات
تتراجع آلة التصوير تستعرض جمال المكان..
انعكاس الشمس على هلال بحيرة قبرعون.. وتستمر في التراجع.. حتى تظهر الصوفي.. والطارقي، ونار، وبراد شاي.. وخرج الصوفي.. وقد ازدادا حجم الكتب (النسخ).
الصوفي يقرأ ما كتبه.. بالقلم والصمغ والطارقي يتكئ على الرمل وينصت في صمت كصمت الصحراء.
الصوفي
ولما كانت سنة 985 للهجرة.. راسلت خود زوج المنتصر صاحب فزان عسكر الأتراك في طرابلس، أن يقدموا عليها لتملكهم البلد.
خارجي القصر الأحمر سبها شروق
المنتصر وجنوده.. ومجموعة من الطوارق يحاصرون القصر الحمر.
صوت الصوفي (من خارج الكادر)
وجاء المنتصر وحاصر القصر الأحمر وتحارب الزوج والزوجة.
خارجي القصر الأحمر سبها غروب
المنتصر تحت أسوار القصر الحمد ينظر إلى الأسوار بحسرة.. ومن خلفه يرى احمد..
خارجي القصر الحمر شروق
خود تطل من على الأسوار وتنظر إلى:
المنتصر ممتد على الرمل.. وحوله بعض حراسه، وأحمد يمسح جبهة المنتصر.. الذي هدّه الحزن ينظر إلى خود.. ودمعة ألم وحسرة تترقرق من عينيه.
خود تمشي مترددة متذبذبة خلف الأسوار تنظر إلى المنتصر الحزين نظرة أسى وحيرة وارتباك.
المنتصر ينظر إلى خود تمشي مترددة متذبذبة خلف الأسوار وتنظر إلى المنتصر من ها هنا نظرة ومن ها هنا نظرة.
(صوت الصوفي مع موسيقى تعبيرية)
وبعد ثلاثة أيام من الحرب مات المنتصر الحزين كمداً.
خارجي بحيرة قبرعون نهار
وتتواصل نفس الموسيقى التعبيرية.
الصوفي (يقرأ من مخطوطته)
فلما مات المنتصر من الحزن زال حقد خود وحدثتها نفسها بالمُلك.. وندمت على مراسلة الترك ندامة كبيرة وفكرت في نفسها حيلة تستعد بها لهم.
خارجي تلال جبلية نهار
خود مع مجموعة من الحراس والطوارق يهيئون المئات من الحجارة ويلبسونها ملابس الطوارق..
صوت الصوفي (من خارج الكادر)
قصدت إلى حجارة على الجبل بمقربة من القصر فألبستها أقبية الرجال وعمائمها.
خارجي تلال جبلية ليل
حراس خود يشعلون العشرات من النيران فوق الجبل.
خارجي قافلة الأتراك صحراء ليل
قافلة الجيش التركي (مامي) الضابط التركي في المقدمة في الخمسين من عمره.
الجنود يحملون البنادق.. ينظرون إلى النيران البعيدة في وجوم.
خارجي مخيم الأتراك صحراء نهار
مخيم الجيش التركي.. و(مامي) ينظر عبر السراب إلى أطياف المئات من الطوارق فوق الجبل البعيد.
صوت الصوفي
أسقط في يد الأتراك من المفاجأة…
خارجي بحيرة قبرعون نهار
الصوفي يقرأ.. والطارقي ينصت.
الصوفي (يقرأ)
وتوقفوا بعيداً عن القصر الأحمر خشية جيش خود المتربص على التلال حتى أيقنوا أن تلك الحيل حجارة مموهة.. فهاجموا القصر..
داخلي القصر الأحمر ليل
خود مشدودة إلى عمود خشبي وسط ساحة القصر الأحمر وعلى وجهها وجسدها آثار التعذيب الشديد والكي بالنار…
وثلة من الأتراك يراكمون الحطب حولها ويشعلون النار…
(ويتم تثبيت الصورة هكذا عن طريق الطبع البصري: FREEWE FRAME إلى نهاية المشهد…)
صوت الصوفي
ووقعت المحاربة خود بنت شاروما الفاسي في يد الأتراك الغزاة القساة فعذبوها عذاباً شديداً ثم حرقوها متى تحولت إلى رماد.. فكانت (ممن قتل نفسه بيده) كما يقول الحلاج (صمت) وبد أن ملك الأتراك سبها توجهوا إلى مرزق (توقف) وكان الناصر أكبر أولاد المنتصر من زوجته المرزقية.. (المتيقن) من عدم قدرته على مواجهة الأسلحة النارية التي لم تكن معروفة في فزان.. فر بخزينة الأموال وإخوته ومن تبعه من أعوانه لأرض كاشنة من أرض السودان (توقف).. وملك الترك البلد (صمت) ونصب (مامي) كحاكم على فزان (توقف).. وبعد خمس سنوات من موت خود قام الأهالي بانتفاضة على مامي ومن معه من الأتراك فقتلوهم عن آخرهم (صمت) وأرسلوا إلى الناصر اللاجئ في السودان فقدم عليهم وبايعوه..د
اختفاء تدريجي…
ظهور تدريجي…
خارجي جدار نقوش أكاكوس نهار
تظهر هذه الكلمات متراكبة على الجدار الصخري فوق الرسوم ونقوش الزرافات الثلاث…
ازدهرت دولة أولاد محمد من سنة 1551م إلى سنة 1812م كمنظمة وحامية لتجارة القوافل عبر فزان بين أسواق البحر المتوسط وبين غرب إفريقيا وجنوب أوروبا… حتى سقوطها كرد فعل لقرار الدولة القرمانلية في طرابلس باحتلال فزان.. وتدمير دولة أولاد محمد.. من أجل الحصول على عوائد من اقتصاد فزان التجاري المزدهر…
النهاية