كثير من الخُرافّات أو القصص الفلكلورية لم تكن تُحكى لعبرة وحكمة ما، إذ ظهر بعضها من باب الردع والترهيب، خصوصًا في مجتمعاتنا العربية.
ومن بين هذه القصص «عزوزة القايلة»، و«العزوز» هي مفردة عامية تطلق على «العجوز»، و«القايلة» من «القيلولة» وهي فترة «الظهيرة».
وتحكى هذه القصة لتخويف الأطفال وحثهم على عدم الخروج في وقت الظهيرة.
وذهب الترهيب والتخويف لأبعد من هذا، فيقال للأطفال إن «عزوزة القايلة» بإمكانها أن تظهر في أي وقت من أوقات النهار، وخصوصًا عند المغرب، لو أحست بأن هناك طفلاً ارتكب أي عمل غير لائق ولم يسمع كلام والديه، وتقوم هي بمعاقبة هؤلاء الأطفال بأن تأخذ منهم الأشياء التي يحبونها ولا تعيدها لهم قط، ( وبالطبع كانت الأمهات هن من يخفين هذه الأغراض).
وإذا استمر الطفل على «شيطنته» وعدم تنفيذ أوامر الأهل قد تقوم «عزوزة القايلة» بخطفه والذهاب به لأرض بعيدة لا يوجد فيها معها إلا الجن والغول، ولهذا تجد الأطفال لا يخرجون في الظهيرة ويسارعون في تلبية احتياجات أهلهم.
ولتكتمل الصورة الدراماتيكية لهذه الشخصية، كانت توصف بأبشع الأوصاف كأن لها أنفًا معقوفًا ينتهي بخراجه متدلية ويسيل منه المخاط ويملأ وجهها الحبوب ولها حدبة في ظهرها وتستند على عصا في تنقلها ولها كرش كبير لا تظهر إلا لو قررت التهام الطفل المعاقب وترتدي «الفراشية»، (زي تقليدي كانت ترتديه الليبيات فوق ملابسهن، عند التنقل خارج المنزل، وتلتف بها بحيث لا يظهر إلا عين واحدة من وجهها.
و«الفراشية» معروفة في المغرب العربي بالاسم ذاته أو باسم «الملحفة» وهي تشبه «الملاية»، التي كانت تعرف في المشرق العربي بفارق اللون الأبيض الذي كان يميز «الفراشية» والأسود الذي تميزت به «الملاية».
___________