-6-
الشيخة فاطمة..لم أرى في حياتي امرأة مثلها حقداً وحسداً وكراهية للبشر وتدعي الطيبة رياً كانت امرأة مؤذية في تعاملها معي، أذكر عندما زارتني أول مرة في بيتي ببنغازي قالت لي ستكونين رفيقة الدرب، لم أفهم يومها ماذا تعني؟ ولم أكن أعلم ما هو الدرب الذي سيجمعنا، حتى عندما سافرنا معاً من بنغازي إلى طرابلس ثم إلى تونس كنت أتوقع إنهم جميعا رفاق طريق وكفى وسنفترق عندما نصل إلى المكان المقصود.
فاطمة وزوجها كانت لهم تجربة الهجرة إلى أفغانستان قبل رحلتنا هذه وعاشت هناك فترة طويلة ثم عادت إلى ليبيا بعد إن استقرت أربع سنوات في سويسرا ورافقت زوجها أثناء هجرته إلى السودان.
كانت تطلق ابتسامة السخرية مني في كل مناسبة أو حتى بدون مناسبة تجرحني بقولها وفعلها، وعندما طلبت منها ذات يوم أن تسدد باقي قيمة بعض الأدوية التي كنت اشتريتها من الصيدلية الملاصقة للفندق في الجزائر.. قالت لي يومها وبصوتها القوي.. ايوا ياستي قولي أنا نصرف عليكم من فلوسي…
لم أكن أعرف أبداً إن زوجي هو من جمع هذه الأموال التي تصرفها كل المجموعة بعد أن تصرف في كل ما أملك من ذهب وهو ما قدمته له أنا شخصياً.. عندما سمعت هذه الكلمات أصابني الغثيان.. إذاً هذه الأموال هي من مالي أنا.. من ذهبي الخاص، ولكني لاحظت إنه هو من كان دائما يتسوق ويحضر لنا كل احتياجاتنا .
أعرف إن زوجي جمع مبلغ كبير من المال ولكن صدمتني حقيقة الصرف على الآخرين الذين يرافقوننا في هذه الرحلة، والتي لازلت لا أعرف إلى أين تقودنا وبدأ يساورني الشك في نوايا رفاق الرحلة.
وكان زوجها الشيخ محمد وقائد المجموعة واقع هو أيضاً تحت تأثير سيطرتها القوي يستمع إليها وإلى شكواها المستمر مني دون سبب وكان كثيراً ما يتعرض لي بالأهانة ويشكو زوجي نقلاً عنها.
كنت صغيرة السن كان عمري لا يتجاوز تسع عشرة سنة كنت أحب أن أعيش حياتي كما أنا طفلة وكثيرا ما كنت أقوم ببعض الأعمال التي أحببتها وأنا صغيرة في بيت أسرتي، فقد أحببت أن أقوم بالسير على السلالم محدثة صوت عالي من حذائي وأستمتع بهذا الصوت.
لكن ذلك لا يروق للشيخة فاطمة وزوجها وذات يوم ونحن نستمع لحلقة الدرس التي كان كثيراً ما يلقيها الشيخ محمد في تفسير القرآن الكريم وأثناء الحلقة تغيرت نبرة صوت الشيخ وقال : هناك بعض النساء تجري على السلالم مثل الأطفال محدثة صوت لا يليق بالمرأة المسلمة المهاجرة التي تحافظ على الدين… وهنا ابتسمت زوجته ابتسامة صفراء لعينة.
الشيخة قبل أن تهاجر إلى أفغانستان كانت قد أنجبت طفل أسمه مصعب وطفلة أسمها منى، وعندما هاجرت تركتهم لجدتهم والدة والدهم فتربوا عندها ولم يعودوا يعرفوا عن أمهم شئ فمصعب عمره خمس سنوات ومنى تصغره بسنة، وعندما رافقونا في رحلتنا إلى الجزائر ثم المغرب كان الطفلين لا يميلان لوالدتهما كثيراً فهما لا يعرفانها بالقدر الكافي بينما كان لديها كفلان أنجبتهما في أفغانستان أحدهم يدعى حذيفة والثاني….. وهي تميل لهما أكثر وتهمل الآخرين.
اقرأ: رواية ديجالون – الحلقة 4
تعليق واحد
[…] اقرأ: رواية ديجالون – الحلقة 5 […]