الطيوب
احتضنت دار الفنون في طريق السكة بطرابلس مساء يوم السبت 19 يونيو 2021م، إحتفالية توقيع ديوانين جديدين للشاعرين “أكرم اليسير” و”محمد عبد الله” برعاية الجمعية الليبية للفنون التشكيلية الأول بعنوان (مقامات الهوى) الصادر عن وزارة الثقافة والتنمية المعرفية والثاني بعنوان (دون ذكر أسماك) من إخراج وطباعة دار إمكان للطباعة والنشر، وذلك وسط حضور لفيف متنوع من الشعراء والأدباء والفنانين والإعلاميين، وقد استهل الشاعر “حمزة الحاسي” الإحتفالية بتقديم كلمة خص بها الشاعر “أكرم اليسير” قائلاً (بأن اليسير استسرارًا للوعي وفيًا للوصايا متوهجا بالمفردة يغرق في حزنه ويضحك ملء ما فيه من وجع لكنّه حين أنصت للشعر تكلم من قلبه ليؤنس من حوله طربًا عشقا ونقاء فنطق بمقام هواه الأول).
وعلى أوتار عود الدكتور “أحمد الوحيدي” انبرى اليسير مطلقًا العِنان لقريحته فألقى باقة من إحدى قصائد ديوانه الجديد المعنونة بـ صلوات في زنزانة الحلم،(صلى الشجر لكي يورقني ذات جفاف أي ربيع لم تنبتني أرضي أبدا كنت كأني كنت أضيع قفر قفر والبقرات بقين عجافا لم يسمن ولا تفسير يطال منامي الجد مريع أزعق كنت وملئي أمل رحل الصوت وسيطر صمتي لم يوقظني أي سميع بات حصاد هواها أقرب يدخل حلمي صحبة توقي رحت أذود بكل أوتيت حصن الرؤيا كان منيع)، وواصل الشاعر تحليقه بنص ثان، (أنا لا أحب وذا ليس حبا هو الشوق دوما لموت رقيق على مقلتيك بأن أترقرق دمعا رهيفا وأهلك نحبي لأنساب مهلي على وجنتيك).
وعلى عزف “أحمد الحافي” الشجي على كمانه تناول الشاعر “محمد عبد الله” حصته من النهار فأنشد غيضا من فيض ومضاته الشعرية، ( أنا من الداخل شوارع مزدحمة وأزقة لا تصلح إلا للسكارى والمشردين أنا من الداخل حي شعبي كل سكانه يعيشون على صوتي)وتلا ذلك مشاركة للشاعر “هود الأماني” الذي احتفى بقراءة مجموعة من قصائد الديوانين، ثم أختتمت الإحتفالية بتوقيع الشاعرين لديوانيهما وإهدائهما نسخة للحضور.
تجدر الإشارة إلى أن ديوان (مقامات الهوى) للشاعر “أكرم اليسير” هو باكورة أعماله الشعرية المطبوعة وديوان (دون ذكر أسماك) هو الثاني في مسيرة الشاعر “محمد عبد الله” بعد ديوانه الأول(عادة ليست سرية) الصادر عن دار الدروايش للنشر والترجمة عام 2018م.
ونقتطف المقاطع التالية من أجواء الديوانين :-
مقامات الهوى / أكرم اليسير
جاء المطر
قمر ويمتهن السهر
وأنا المعذب
بالبُعاد
وبالسهاد
وبالظروف
وبالضجر
لازلت قُدام انتشارك كالطريدة
لا سكينة ترتضي سكنى أتوني
عند إيماض الخطر.
دون ذكر أسماك / محمد عبد الله
أيتها النافذة
علميني كيف أطل على نفسي
أيها الباب
علمني كيف أخرج مني
أيتها الجدران الأربعة
علميني كيف لا أكون جدارا خامسا
فارق التوقيت بين بلدك وبلدي
كبير جدا
في بلدك يُحسب التوقيت بالدقيقة
في بلدي يُحسب التوقيت بالقذيفة
كتبت هذا النص في الساعة الثالثة إلا قذيفة.