التفاف المدينة يشبه سحبا تظلل قمرا ، تغمضُ على نجوم رغم لمعانها ، وجهٌ ما يظهر ، يختفي في آن الوقت ، أصوات أقدام حافية وأخرى منتعلة ،، في أقصى الشارع امرأة ينبعث صوتها بالمخاض ، صراخ ..صراخ …آها أه ..وووك ….
باكيا يخرج طفل من عنق الزجاجة / يعقبه عويل نسوة مخلوطا بنصف زغرودة …
يسرع جمع من رجال بلفافة نحو مقبرة قديمة …
المتسول في أقصى الطريق يلاحق الأحداث بعينين متوترتين ، ثابت جسده ، لاتزال يده ممدودة للحسنات ..
تقلعُ سيارة بقوة صاروخ تاركة – وراءها –غبارا عنيفا !
من خلف المنازل تندلع نيران، ينْفضّ الجميع ، بينما يجتمعون في عين المكان ….رجل ٌ في عنقه كاميرا كبيرة ؛ يبدأ في تحريك العدسة : إتشك إتشك تصدر صوتا ..ضوءا …فلاشا
فلاش هنا ، هناك دماء في الطريق ، ملتحٍ يبكي ويدعو على القتلة …
على كرسي عجلات تُحمل سيدة ويُنْطَلقُ بها بسرعة ضوئية نحو سيارة إسعاف ، الكاميرا وحدها تتحدث ..تتحرك …تركز ..تومض ..تخفت…وسط ذاك الضجيج ؛إتشك فلاش إتشك ْ ….
جاء فريق من أقصى المدينة يجتر الخيبات ، محملا يسعى بمكبرات الصوت ، إحدى الحسناوات المرافقة للركب ، تخلل شعرها الملبد على بعضه بأناملها الرقيقة ، تعد نفسها ، تضبط من الخلف بنطلونها الصفيق ، تتلقف مكبر الصوت ، تومئ مشيرة وتنطلق متحدثة بلغة رتيبة ، مكسرة ، تلهج بين الفواصل ، تحرك عينيها في كل الاتجاهات ، بينما يثبتُ محيط رأسها في زاوية واحدة ..
أحد الأطفال يبصق عليها !!..من خلفها يمر شاب متحرشا بها … بينما الرجل المغمى عليه مازال يدعو على القتلة .