أخبار طيوب عربية

صدور ديوان (دمي يسري في خدِّ كلِّ وردة)  للشاعر اليمني حميد عقبي

ديوان "دمي يسري في خدّ كلّ وردة" للشاعر اليمني حميد عقبي
ديوان “دمي يسري في خدّ كلّ وردة” للشاعر اليمني حميد عقبي

صدر ديوان “دمي يسري في خدّ كلّ وردة” للشاعر اليمني حميد عقبي المقيم في فرنسا، عن دار أطياف الثقافية في المغرب، بدعم من الشاعر والناشر اليمني د. أحمد الفلاحي، المقيم في السويد.

يتوفر حاليًا للاقتناء على موقع نيل وفرات.

ضم الكتاب باقة من النصوص بمقدمة مختصرة جاء فيها: في نصوص حميد عقبي، يتداخل الواقع مع الخيال، وتنبض بالكثير من الرمزية والتصوير الفني العميق الذي يعكس رحلة داخل الذات والبحث عن المعاني الأعمق للحياة والموت والعشق. تتوزع هذه النصوص بين مشاهد سينمائية شديدة الخصوصية وحكايات مليئة بالتفاصيل اليمنية التي تحاكي الحياة اليومية، سواء في القرى الصغيرة أو المدن الكبرى. تتكرر الأمكنة مثل الحانة والغرفة، وهي أماكن تجسد لحظات العزلة والتأمل والوجد، كما تتقاطع مع رموز الأساطير الشرقية والغربية لتخلق عالمًا سحريًا يعكس الموروث الثقافي ويبحث عن معاني الحب والفقد والحرية.

ويستحوذ موضوع الحرب حيزًا مهمًا في كتابات عقبي حيث ينبثق من هذه النصوص رفض قوي للحرب ودعوة للسلام، إذ يُمَجَّد العشق والحلم، ويُغَطَّى العالم بثوب من الحنين إلى الأوقات التي كانت فيها لذة الحب والطفولة، وتُفتح النوافذ على الأمل. من خلال لغة شعرية وأسلوب سينمائي تشكيلي، يعبّر الكاتب عن أسئلة وجودية حول الإنسان وعلاقته بالعالم، كما تتشابك فيها التراكيب الثقافية والفكرية المختلفة لتسبر أغوار أعماق الروح.

يجسّد عقبي في هذه النصوص الصراع الإنساني في ظل الحروب والتدمير ونزعات العنف واللاعدالة في هذا العالم، ويعرض جماليات الحياة رغم الألم، داعيًا إلى التحرّر من القيود والمظاهر الاجتماعية والسياسية المجحفة والقاسية، والوصول إلى السلام الداخلي والإنساني.

للغوص في عالم هذا الديوان يمكنكم مشاهدة ندوة توقيع ديوان “دمي يسري في خدّ كلّ وردة” للشاعر اليمني حميد عقبي على قناة يوتيوب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح .

ويعدّ هذا الكتاب الشعري الخامس للشاعر حميد عقبي، إذ صدر له “ملاك موت بلا وطن” عن دار كناية ـ 2022، و”تشيخُ المدن بعد رصاصة حرب واحدة” عن دار الدراويش للنشر والترجمة ـ 2023، و”ربّما كان الخلل في نجومنا” 2024، و”لذعات نبيذ مونرو”ء يصدر عن دار الدراويش للنشر والترجمة في نهاية العام الحالي 2024.

نص من الديوان

صمتُكِ يرسمُ لوحاتِ الفراغِ الموحِش، تخافهُ الأشباح. لا يفهمُ لغةَ البُكم
كي أطلبَ فتحَ حوار. يطرقُني البابُ ممسكًا بمفتاحٍ من ضحكاتِكِ
القديمة، يضربُني بمطرقةٍ من بكائِكِ في آخرِ لقاء. تتذكرين؟ كانَ الفراقُ
في محطةِ الحافلات. أسرعتِ بالصعودِ دونَ منحي نظرةً أحتفظُ بها للقاءٍ قادم.
هممتُ مرارًا بحرقِ نعشِ الذكريات، حملتُه إلى المعبدِ في اللحظةِ الأخيرة،
لكنّ الكهنةَ أحرقوني، نثرَ بوذا رمادي في النهرِ المقدس.
ركضت الريحُ لتلتهمَ نصيبَها، وكان ذلك في فصلِ تلاقحِ الورود.
منذ ذلك العصرِ، ودمي يسري في خدِّ كلِّ وردة.
أتجهُ للوادي المقدس بقلبٍ طوَّاه العشق، أودُّ أن أصلي ركعتين
تحيةً للوصال. لتبتسمْ شمعتُنا ضوءًا، وترقصَ مبخرتُنا مسكًا وعنبرًا. تشتاقينَ
لسيقانِ البخور تتسلقُكِ، تتوجُ أعلى قمتِكِ بموجها وغيمها، تمنحينَها بعضَ الإثارة.
نستقي من نجومِ الشمعةِ أقداحًا ملونة، أنتِ قهوتي المحوجة، وأنا
حفنةُ السكرِ الأسمر الذي تستمتعينَ بذوبانِه في شفتيك. نستوي
على موقدِ اللذةِ ليلًا، ويرتشفُنا الصباح، نمتزج لنكون أهزوجته، يغنيها
لنفسه وهو يتناول فطورَه وفنجانَ الشاي المفضَّل إليه.
أودُّ أن أكونَ واقعيًا، لكنَّ لوحاتِ (سلفادور دالي) تمسكني، تغرقني بعزفِها الملوَّثِ بالأساطير
وضجيجِ نشيدِ الخرافة. أودُّ الخروجَ من فانوسِ الخيال، أدفنُ محبرتي، المبخرةِ، والشمعدان، أبحثُ
عن قبرٍ بلا معالم، لا يزورهُ أحد. عشقٌ لم يرتكبْ خطيئةً… فلماذا يُرجَم؟
هل كنا ضحيةَ خطأٍ مطبعيًّا غير مقصود في لوحِ القدر؟

مقالات ذات علاقة

سعاد الشويهدي بالمنستير

المشرف العام

سلاح الشعراء

عبدالناصر عليوي العبيدي (سوريا)

صدور خلف الباب للمغبوب

المشرف العام

اترك تعليق