خالد بن زهير آل زعيتر التّميمي الدّمشقي | سوريا
كانت ولا تزال الثّقافة العربيّة تجتذب العديد من المفكرين وتجمعهم في بوتقة واحدة يرابطون من خلالها على ثغر مهم من ثغور المجتمع المدني ليؤكدوا على ضرورة العلم والعمل به لرفعة بلادهم واقتيادها إلى مصافّ الثّقافة العالمية، فكان المثقفون فيما مضى يجتمعون على مفهوم الثقافة الفكرية والاجتماعية والأدبية بل وحتى السياسية؛ ففي مدينة دمشق كان هنالك مَجمَع يسمّى مقهى الهافانا
وبالقرب منه تقع إدارة جريدة – النّقاد – فكان المقهى آنذاك موئلاً للأدباء والمثقفين أمثال : – شاكر مصطفى ونصر الدين البحرة وغسان الرفاعي ومحمد الماغوط وجان ألكسان وزكي الأرسوزي وأحمد صافي النجيفي – ومن خلال اجتماعاتهم تمت ولادة رابطة – الكتّاب العرب – .
من هذهِ المقدمة المتقادمة تاريخياً نعلم بأن مجالس المثقفين آنذاك كانت تتمخض عن مشاريع قيّمة ترفع بالهمم وتقود بالقيم حيث رفعة المجتمع وتقدمه وإبراز حضارته.
أما في يومنا هذا فقد تحولت بعض هذهِ المجالس الثّقافية أو جلّها إلى مراتع آثمة خصبة بالنّميمة، شأنها وديدنها الحطّ وتحقير جهود الآخرين وتأطير مُصّطلح الثّقافة وتطورها فقط على كوكبتهم المُسردبة؛ فمن خرج من تحت وطأة حكمها صار إلى الجهل بحسب زعمهم بل ربّما يصل بهم الحكم عليه بالعمالة بعد أن كان فيما سبق معهم تاريخ زاخر بالزّمالة، طبعاً ويكون المثقف المنبوذ في رتبتهم ومقامهم الثّقافي والأدبي ولكن لسان الحال بهذا الموقف يقول: إن لم تكن معنا فأنت ضدّنا.
ولا يخفى على شريف علمكم إخوتي القرّاء المُكرّمين أخواتي المُكرّمات بأنّ الثّقافة بشكلٍ عام لا يحدّها حدّ ولا تقف سفينة إبداعها عند جزر أو مد إلا في بعض الحالات المُتخصصة بأماكن جغرافية يكون البحث في إطارها المجتمعي من أعراف أهلها وتقاليدهم ووصف حياتهم البيئية والتّنمويّة.
أخيراً وفي هذا المقال والذي أبتغي من وراءه المنال بأن يصل المطلوب من المكتوب كما الارتجال على عُجال بهذهِ النّصيحة لجميع الأدباء والمفكرين من سدّة المثقفين من نسوة ورجال : إنّما سُمّيت الثّقافة للتثقيف وليست للتكتيف؛ وتختلف مادتها بحسب التّكييف؛ فانشروها بين العامة والخاصة ولا يكونن أحدنا معولاً للتجريف يهدم ما حوله طمعاً بالحظوة والتّشريف وينسى بأن نشر الثّقافة على الصّعيدين الوطني والإقليمي العربي والعالمي الأجنبي الغربي من فروض كفاية التّكليف إن قام بها جوقة منكم سقط الإثم عن المجتمع وليكن همّك الإبحار وهمّة التّجديف لنصل جميعاً حيث بر الأمان؛ فيا أيُّها المُثقّفون أنتم الأمل والأمن الرّديف
وتذكّر بأن السّماء كبيرة لا يعيقها كثرة النّجوم ولا يمتعض القمر منها أو لمركزه تَحيف أو تُخيف.
2 تعليقات
الثّقافة مهمة
ومهمة المثقفين نقل الثّقافة بين البلدان
فالسفير يجب أن يكون حياديا صادقاً في نقل رسائل بلاده الإيجابية
ولا بأس بالتعاون بين الأفراد تحت شعار – واعتصموا –
وكما هو القول الاسكوتلندي المشهور : الكل لواحد والواحد للكل.
نشكر هذه الإضافة المهمة.
خالص الشكر