متابعات

مركز المحفوظات يُحيي ذكرى معركة بئر تارسين

محاضرة بعنوان (الأبعاد الاستراتيجية والجغرافية على سير معارك المقاومة الليبية : بئر تارسين أنموذجا)

تخليدا للذكرى الـ99 وإطلالة الذكرى الـ100 من معركة الشهداء -بئر تارسين- 26 مايو 1925م أقام المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس بالتعاون مع بلدية العربان وأهالي الجعافرة مساء يوم الأربعاء 12 يونيو الجاري محاضرة حملت عنوان (الأبعاد الاستراتيجية والجغرافية على سير معارك المقاومة الليبية : بئر تارسين أنموذجا) ألقاها الباحث “علي عمر الهازل” وقدمها الدكتور “محمد الطاهر الجراري” بقاعة المجاهد في إطار الأنشطة الثقافية الأسبوعية للمركز.

العوامل الجغرافية والمناخية
فيما طرح الباحث الهازل عدة مقارنات بين معركة بئر تارسين وغيرها من المعارك الأخرى من حيث النتائج والتضاريس الجغرافية للمكان والأعداد شارحا الأسس الاستراتيجية التي اعتمد عليها المجاهدين الليبيين في جميع معارك حركة النضال والمقاومة ضد الاحتلال الإيطالي، وفي المقابل الاستراتيجية التي اعتمدت عليها القوات الإيطالية في مواجهة المقاومة، وأشار الهازل إلى أن معركة بئر تارسين تعد من إحدى أهم وأبرز المعارك إذا ما قورنت مع معارك المجاهدين الموازية التي خاضها الليبيون ضد الجيش الإيطالي الذي كان مُجهّزا بأحدث المعدات الحربية المدعومة بالغطاء الجوي الممثل في الطيران العسكري، ولفت الهازل في ضوء مجموعة من الأسئلة حول دور المعطيات المكانية والتضاريسية والمناخية وحسن توظفيها في تغيير موازين معركة بئر تارسين لصالح حركة المقاومة، فحسب الهازل ربما نتيجة تأقلم الليبيين مع الجغرافيا والحياة الصحراوية القاسية ساعدهم على الصمود إزاء الآلة الحربية الإيطالية آنذاك.

أوجه التشابه ما بين القرضابية وبئر تارسين
كما بيّن الهازل لبناء صورة متكاملة الأبعاد بعض الفرضيات لمقارنة معركة بئر تارسين مع غيرها من معارك المجاهدين الليبيين، وتابع بالقول : قد يكون لتنوع العناصر الجغرافية وحسن استغلالها عامل مفصلي مكّن مقاتلي هذه المعركة من تحقيق نتائج مبهرة على الغزاة الطليان، فضلا عن أن التجمعات البشرية المهاجرة ووجودها بالقرب من مرمى نيران المعركة أتاحت الفرصة لتكبيد القوات الإيطالية خسائر فادحة، وأضاف الهازل بالقول : إننا نجد أيضا في معركة بئر تارسين قياسا ببعض المعارك الأخرى فمثلا جميع المؤرخين تقريبا يتفقون على أن معركة القرضابية ضربت مثالا في معنى اللُحمة الوطنية بين أبناء الشعب الليبي شرقا وغربا، وهذا الشرط ينطبق على معركة بئر تارسين فالمشاركين فيها كانوا من مناطق واسعة في الغرب الليبي ووحّدت عدد كبير من قبائل إقليم طرابلس الغرب ممن لهم وزن ومنزلة كبيرة، وبالتالي يمكننا اعتبارها معركة وحدة وطنية تضاهي معركة القرضابية مع الفارق في العدد والنتائج، مردفا بالقول : إن نتيجة كهذه واحدة من أهم النتائج الاستراتيجية لمعركة بئر تارسين، وأوضح الهازل أن النتيجة بين معركة بئر تارسين ومعركة القرضابية تكاد تكون متقاربة لاسيما بالنسبة للهزيمة التي ألحقت بالإيطالين في كلا المعركتين.

الفجوة العسكرية للإيطاليين
وواصل الهازل استطراده بالقول : إن الاستراتيجية الأولى للطليان التي كان يقودها الجنرال الإيطالي “مياني” كانت تعتمد على الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المدن والقرى الليبية دون وضع خطوط تأمين وحماية لتقدم القوات الإيطالية، وأكد الهازل أن وجود هذه الفجوة العسكرية كشف عن خلخلة في المنتصف سارع المجاهدين باستثمارها لصالحهم فكبّدوا الطليان خسائر فادحة في منطقتي (القاهرة) بسبها عام 1914م وفي منطقة (لقن عمران) في توقيت زمني مشترك لينقطع خط الامداد عن القوات الإيطالية ليعود الجنرال “مياني” من مرزق بما خف وزنه، وأردف الهازل أن الجنرال “جراتسياني” ذكر في كتاب يعكف الدكتور “يونس فنوش” على ترجمته خلال الفترة الحالية بعنوان (الهزيمة النكراء في بوهادي) أنه استفاد أي جراتسياني من تجربة مياني وتفادى أغلاطه بأن أصبح يرتب خطوطا لوجستية لتأمين قواته قبل وصولها وسيطرتها على المدن الليبية.

مقالات ذات علاقة

نجوى بن شتوان.. ملكة ليبية في روما

محمد الأصفر

الاحتفال باليوم العالم لحرية الصحافة

المشرف العام

تكريم الأستاذ عبدالمولى لنقي

المشرف العام

اترك تعليق