هاجر الطيار *
ردا على سؤال طرحه أحد الباحثين الأفاضل في موقع الأكاديمية الليبية للدراسات العليا، جاء فيه: (نزلت منشور عن برنامج الدكتوراة في ليبيا، وكانت التعليقات أغلبها تنصب في ضعف البرنامج والسؤال الذي يطرح نفسه: ماهي الأدوات والأساليب لنجاح هذا البرنامج مع العلم بأني طالب دكتوراة…).
فرددت:
إن الدراسة في ليبيا لا تقل عن مثيلاتها من الجامعات في الخارج، لها ما لها وعليها ما عليها؛ سلبا وإيجابا. لكن ما لفتني هو إن الدراسة في ليبيا ينقصها الكثير من الثقة على الصعيدين الداخلي والخارجي، بمعني ثقة الباحث الليبي أنه يتلقى تعليم يقابل مثيلاته في جامعات الدول الأخرى، ما انعكس على المواطن العادي أو الراغب في إتمام دراسته هنا في الداخل، وبالتالي انعكاس هذه الصورة في الخارج.
النقطة الإيجابية هنا، إن مفردات المناهج والقضايا البحثية التي يمر بها الباحث في ليبيا، هي ذاتها التي يتلقاها الباحث في باقي الجامعات في دول أخرى، وإذا ما لاحظنا اختلافا، فغالبا ما يكون اختلافا طفيفا يدور في المحور المعرفي لاي تخصص كان.
ولتعزيز هذه الثقة الحاصلة، أرى أن على الباحثين تكثيف النشر في مجالات علمية عالمية وإقليمية ومحلية، والمشاركات البحثية الفاعلة في المؤتمرات الكمية والكيفية، والانخراط في ورش عمل دولية مستعينين بوسائل الاتصال الحديثة.
بالإضافة إلى إجراء نقلة نوعية هدفها التسويق للعلم وللكفاءات الأكاديمية الليبية، خريجي الجامعات الليبية، علاوة على استقطاب طلبه للدراسة من دول أخرى في مختلف التخصصات، دون الاقتصار على تخصص بعينه، ضمن برنامج التبادل الأكاديمي (كما تفعل كبريات الصروح العلمية) وإيفاد أساتذة جامعيين خريجي جامعات ليبية لجامعات في دول أخرى (على شرط أن يكونوا من خريجي الجامعات الليبية)، يتم اختيارهم بعناية وبطريقة تعكس مستوى ما تلقوه من علم في الجامعات الليبية.
بالإضافة لإنتاج برامج تسجيلية توثق مراحل التعليم، وتأخذ نماذج مشرفة وقصص نجاح يتم عرضها على السوشيال ميديا، من خلال وسائل الإعلام المتاحة، خصوصا تلك التي تبث من ليبيا لخارجها واستثمار مكاتب الإعلام الخارجي مثل فرنس 24 أو الجزيرة والسوشيال ميديا أو غيرها.
يعني باختصار إعادة تشكيل الصورة الذهنية الداخلية، وبناء صورة ذهنية خارجية، مستثمرين الإعلام الداخلي والخارجي المتاح، والتبادل الأكاديمي الحقيقي.
* باحثة ماجستير في الأكاديمية الليبية للدراسات العليا – مرحلة الدبلوما.