طيوب النص

يا للقسوة ..يا أحمد

فاطمة محمود

عن صفحة الكاتبة على الفيسبوك

عن صفحة الشاعرة فاطمة محمود على الفيسبوك
عن صفحة الشاعرة فاطمة محمود على الفيسبوك

و نحن نهيل التراب ..

يا للقسوة ..يا أحمد ..يا أخي الذي لم تلده أمي
نهيل على مثواك التراب.. موتى ندفن حيا؛ فالشاعر لا يموت.أما نحن فنمضي هكذا أرواح فارغة وخائبة نزحف إلى تفاصيلنا الذاوية..!
نهيل التراب وأمامنا،يتخفى المستقبل في قيافة ماض متوحش يعد لنا ملاذا موحشا نختبئ فيه خلف الزمن!

نهيل التراب على مثوى الشاعر،من وضع الشمس في كفه و في أرواحنا ليمكننا من أن نرى الحياة في ضوء الكلمات و توهّج القصائد !
نهيل التراب على الحريروس*..على سيزيف الليبي الذي لم تُنْصِفْه الحياة ؛إلاّ إذا اعتبرنا أن الإبداع الذي قدّمه،يُعَد، بحد ذاته، إنصافا لإنسانيته وإنسانيتنا!
نهيل التراب على الشاعر الذاهب وراء المكان والزمان..تاركا لنا خزائنه الباذخة.. كلما فتحنا خزانة ظفرنا بأخرى مترعة بالرقة والفتنة..!
نهيل التراب على فارس الأغنية الليبية وهذا اللقب لم يُعط مجانا فهو من قام بتحديث مفرداتها وصورها وسياقاتها ومواضيعها المطروقة وهو من خلّصها من رتابتها لنحصل على لوحات طازجة معنى ومبنى.
نهيل التراب على أحمد الحريري وِلد باب بحر ..وِلد طرابلس ..التي تحولت مستشفياتها إلى مصائد للأرواح !
غاب الطفل اللاعب الذي ينصب الفخاخ للحرف فينهمر المعنى وتنثال الصور وترقص الأبجدية !
غاب أحمد وقد تلاعب به كلٍّ من المرض وأوضاع البلد التي لا تسعف أحد ..ليقع الشاعر في فخ الموت و هو بعدُ لم يكمل نصب فخاخه،التي أعدها للأغنية التالية!
غاب الشاعر ..لتتنهد المناديل الوردية في أيدي الطرابلسيات ..حسرة على من أضاء لهن قناديلا ملونة و نقش على أطواق الياسمين عشيات فرحهن ..!
طرابلس تذوي ..تنظر إلى نجومها يقطفها المرض والإحباط والموت وهي عاجزة ..صامتة وشاحبة !!
سلام عليك يا أحمد ..”يا تايه يا غريب”!

سلام على روحك النبيلة يا أحمد..عساك تجد لنا و لليبيا العذر !

____________________________________

* أحمدوس حريروس الإسم الذي أطلقه عليه الأصدقاء.

من نص لأحمد يقول فيه : ((حطيتك يا شمس في كفي، و رسمت مشاوير و قولتلهم بنعيش، لا حرير ولا ريش، سموني الدرويش، غلطة واحدة تكلف عمرك يا تايه يا غريب دنيا هات و هات، يعيشو الباشاوات، و يموت الحوات ما بين طرابيش.// أحمد الحريري.

مقالات ذات علاقة

في ظل هرم

فرج أبوشينة

لا تحزن

الصديق بودوارة

الجزائر تودع شاعرها “عمر شعلال”

المشرف العام

اترك تعليق