المقالة

تــســتـــور

 

على من صاغ لنا هذا الــ (تستور) سواء كان لجنة أو شخص أن يعيد الــ – د – التي تسبق أسمه إلى أصحابها ويكف عن دس أنفه فيما لا يعرف ولا يبصر.

فما عادت تلك الألقاب بذات قيمة ولاهي عادت زيوت تزليق صالحة لتمرير خوازيق بهذا الحجم خصوصاً وقد عرفنا أن وارد هذه الألقاب وصادرها هو شعوذة هبطت على مسرح شأننا العام بالبرشوت من العدم ومن المجهول ولم ينلنا منها سوى التقحم والبجاحة.

الدكتارة في أصلها الأمهري : شعوذة ولو طبقنا على الإعلان الدستوري العتيد : (تكلم حتى أراك ) حكمة ديوجين الشهيرة ، و(نوعية الفعل تعكس نوعية الفاعل) لرأينا صائغه مشعوذاً ولرأينا فيه كنص الوصفة الملائمة لتخليق كل العفاريت الشاخصة والمفترضة. الفئوية ، والجهوية ، والجندرية ، والعرقية

هذا موضوعياً وباستخدام أقل أدوات تحليل الخطاب تشدداً وبساطة أما على الصعيد الشخصي والذي أراه عنصراً فاعلاً ومكملاً للصورة وضرورياً ويراه البعض ممن يقرأني تصفية حسابات وشخصنة الخ… فلا يمكن أن يصدر عن إقصائي في فعل أو قول أو نص مكتوب ما هو مشترك أو توافقي ولا لمن لم نرى لهم قراءة انتظامية لتاريخ أو رؤية منهجية مصحوبة بشغف لمستقبل ، الاضطلاع بما يعول عليه أو يؤسس لشيء.

في جردة عابرة أستطاع (صالح جعوده) وبلا عناء تقريباً أن يصيب هذا الــ-تستور– في مقتل. مروره العابر على هذا الإعلان مشذراً ومذرراً جعلني أصاب بالهلع من هول الاستسهال الذي منحه لنفسه من صاغ هذا الإعلان. أما كان الأحرى بها أو به أوبهم أن يراجع… أن يستشير أو يخفف وطأة الاتكاء على داله غير الدالة هذه أو أقله يوارب ولو قليلاً باب الغرفة المظلمة والمغلقة التي طبخ فيها هذا العسير على الهضم والعصي على المنطق ؟!

كيف برر لنفسه هذا الدكتاره هذه المحاصصة لامرأة رضت أن يسرق دورها في الثورة من قبل من يريدون لها القبوع في الدار إن لم يكن في قعرها بحجة كونها ( جوهرة مكنونة ) وليس يليق بالجوهرة المكنونة إلا أن يضرب حول مشاركتها.. حول كيانها وأمام العدسات وفي ساحة التحرير خباء ، ودعوني أقول (خباء) عوض تسميته بالكلمة المتداولة في وصفه ؛ ولم تكلف خاطرها أن تنبس ببنت (لا) أو بأخت (كلا) ؟!

أية حصة لفئة ظلت منكفئة علي ذاتها و عصبوية ومطلبية حتى النخاع وحينما جاوزت النجوم وتعدت الخطوط الحمر و احتجت كان احتجاجها خمس نجوم مكاناً وبطاقات دعوة ومدعوين تاركة السندكالية الثورية تبكي مصيرها المكفن بربطات العنق والبرفانات ما شاء لها البكاء !!

يبدو أن من تنطع ليصيغ لنا تستورنا قد أفرغ خلايا دماغه من القراءات الدستورية والقوانين الدستورية والنظم الدستورية والتي تعتبر نظام الـــ(الكوتا) جزء من الماضي وتشير بإصبع يخزق العين بان ثمة اختراع يدعى القائمة النسبية ليملأ هذه الخلايا بضجيج: (أننا من حمى الثورة من خطر التحول لفوضي) وغيرها من المزاعم التي ذابت قبل اكتمال قرص شمس 19 – 3 – 2011 ومن ثم أهدانا وانوفنا راغمة دستوراً ب 37 مادة لم تهرب من مقصلة السلفية الجهادية وسرير بروكست القاعدي فيه سوى مادتان لتقيم الحجة باقي نصوصه على من خرج ثائراً أو زعم تحرراً أن (مبعد الحج على بو حمار) وأن الديناصورات لازالت تتزاوج لتلد دساتير.

21.10.2011

مقالات ذات علاقة

مراجعة في المنجز الغنائي للفنان أحمد فكّرون

زياد العيساوي

الهوية الوطنية في ليبيا وأهميتها في إعادة بناء الدولة

المشرف العام

سرقات الزغيبي – الجزء الأول

محمد قصيبات

اترك تعليق