المقالة

أقتلـــــــني يا…..

 

ثمة كينونة وليس لاشيء. هي شعبية. هي ربانية.هي كل ما شئت ولكن ثمة كينونة وليس فراغ. وليس لاشيء. رئيس تحرير برتبة مخبر، كاتب يبيت على باب الوزير ، مومس تجمع معلومات عن معارضين بالخارج وتغمس كنتاكيها بدم من يسقط منهم صريعاً. أسف. ثم لا. ثم سامحنا في تعبك.هي لا تنتسب إليك وأنت لا تنتمي لها

أنها تراكم. هذه الثورة كما كل ثورة: تراكم ، وهي لم تأت بفركة لمصباح و ليست طبلية من السماء. الثورة ليست طبلية من السماء ، ولاهي لقيطة لوعود مهرها الباذخة يدعي بنوتها كل لص وأفاق وتاجر ،وهي وغصباً عنك ، كانت على الفيس بوك ، أيها الُهـُــزء المستهزئ ، وأنت لم تكن هناك. وكانت في (البياصا) ومن هناك أنطلقت قبل أن تتحول على يد ذوي الأرواب السوداء والنوايا السوداء إلى: (حكم الضيف في أيد المضيف) وأنت لم تكن أيضاً هناك كما قلت وكما سأقول دائماً أنها معاناة وأنها رؤية ويا حبذا هما معاً. فالثورة ليست فقط: (أن وزارة الداخلية تأكلها النيران) ولاهي فشة خَـلَقَ ، نعود بعدها للبيت وقد تخففنا من عبء رد الصفعة بصفعة ، و(خالصين / سالكين).

فمعها: مع الثورة ، يولد توأمها: (ثم ماذا….) في جمجمة خالد سعيد المهشمة أية أفكار سنبذر؟. بأية آمال سنطفأ نيران البوعزيزي ؟ وبأية مدونة للحقوق سنزيح (رايس البلاد) من تلافيف حاضرنا ونضعه في متحف مع الكرباج والمخلعة ؟.

نحن لم نكن مستأجرين، من قبل قوة لا نراها ،لنخرج ونصرخ (الشعب يريد إسقاط النظام) ،وحالما يسقط يربــّــد الإقطاعي على كتف قنـــّـه قائلاً: (حسنا….. أنا هو الشعب ًو أنت… شكر الله سعيكم)

ثمة كينونة ملؤها معاناة وحلم. ضرورة نرميها وراء ظهورنا لنحلق في أفق الحرية اللامتناهي دوماً والرحب .

أنا لا أقول الشعر ، ولا ينبغي لي ، فالمعاناة كانت عنوسة فتاة ، لم يستطع فتاها أن يلتقيها فأمرضها الحرمان وأورثها عصاباً. قلم غرزه صاحبه في مرارته كمداً لأنه لم يستطع غرزه في عين قوميسارات الثقافة والصحافة وسيدهم.عمل تبخر الوعد به لأن الأولوية فيه كانت لــــ(للخيخي والبن إخي)

والحلم ليس جنة عدن بل ببساطة ،الطريق إليها. وببساطة.. كاسحة تدفع الأذى عن الذاهبين لحقولهم وأمانيهم ،أنه: (دعني أعمل دعني أمر) و(خلي بيني وبين حاجتي ، تلك كل حاجتي إليك) أنه الحلم الذي لا يستقيم وذهب المعز رشوة و سيفه مقصلة. وهو أيضاً: أغرب عن سمائي أو زر غب .

بفعل قانون الفوت والإعاقة التاريخية رضيت بجون ديوي و روسو فهل ترضى ؟ لا تتحجب بالمقدس و(تكبيـ يـ يـ ر) وسكانر القبور لتحارب ليبياتي التي أريدها ،سأعريك حتى العظم إن فعلت ،وإن وضعت في ديمقراطيتي بعض مما وضع مالك في الخمر ! سأدعو ذات السوار لتلطمني ،وعلى باب كل ما هو حداثي ومعاصر ومناهض لك سأكتب: (أقتلني يا سمن البقر)

28.10.2011

مقالات ذات علاقة

محنة جديدة

المشرف العام

من دون ثقافة .. كان ياما كان…

عوض الشاعري

مواكب جبران خليل جبران و مواكب الربيع العربي: الغضب – و الغابة – و الحُلُم

جمال عبدالقادر أمهلهل

اترك تعليق