شعر

خراز البلوز (24)

(شهداء الوطن) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي
(شهداء الوطن) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي

خسوف
فجأة اختفى القمر
كان يطل من السماء باسما
ثم تحول إلى محاق
قبل أن تختفي هالته ويعم الظلام
صرخت جدتي اللصوص سرقوا القمر
وخرج اخوتي يطرقون الأواني المعدنية
بينما ادارت أمي رحاها تجعجع فارغة
وضجت القرية بالنباح والصياح والرغاء
أمر جدي كلبه بالصمت فاستجاب
وأقعى بجنبه ينظر إلى السماء
أما جدتي فلم تصغ لعجوز
غير مكثرت بسرقة القمر
وارتفع صوتها يردد أغنية حزينة
يا لابس البرنوس هيا نلعبوا هيا
صرخ جدي ولم يسمعه أحد
اهدأوا سيعود بعد قليل
فما من أحد يستطيع سرقة القمر
أشعل لفافة بددت الظلام
وهو يربت على رأس لويجي
كنا في البلقان عندما اخترت ضمن
ثلاثين عسكريا لتنفيذ عملية خلف خطوط العدو
قال لنا المقدم سنستغل الخسوف
ونتسلل في الظلام ونعود قبل عودة القمر
وشرح كيف أن الليلة ستكون الأرض
بين الشمس والقمر لمدة وجيزة
تكفي لتنفيذ العملية
وعندما تكون الأرض بين الشمس والقمر
لن ينعكس الضو على القمر ويرتد لنا
وعندها سوف لن نرى القمر
قبل ذلك كنت أعتقد أنه يمكن سرقة القمر
واكتشفت أن زملائي الصقليين يؤمنون بسرقة القمر
وقال لويجي ضاحكا لابد أن أمي ستتضرع الليلة
للمسيح ومريم العذراء وتطلب منهما إطلاق سراح القمر
في آخر الليلة عاد الجميع إلى بيوتهم
بعد أن ساهموا في طرد اللصوص
عاد القمر إلى مكانه باسما
وصمت النباح والرغاء والصياح
وتوقفت جعجعة الرحى
وصلت جدتي ركعتين شكرا لله
بينما استمر جدي يدخن لفافته
وهو يقول لن يفهموا حتى ولو
كتبت لهم بجذع نخلة
فعقولهم سرقت وليس القمر.

مقالات ذات علاقة

لا شيء يُخبر أنها القصيدة , سوى العدم !

منيرة نصيب

هاتف !

عبدالحكيم كشاد

الصَّبِيَّةُ والكِلاب

عمر عبدالدائم

اترك تعليق