متابعات

أطوار…معرض يُجسِّد خلجات النفس البشرية

معرض أطوار الفني

استضافت دار حسن الفقيه حسن للفنون بالمدينة القديمة طرابلس مساء يوم السبت 30 من شهر ديسمبر الجاري افتتاح المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية “ملاك الكوت” الذي جاء عنوان (أطوار)، وتضمن المعرض نخبة متنوعة من اللوحات الفنية بعدد 25 لوحة ذات مضامين سيكولوجية مُحمَّلة بجرعة كبيرة من المشاعر الإنسانية المتداخلة، وتشير الفنانة ملاك إلى أن فكرة معرضها أطوار تبلورت من منطلق الأصل اللغوي للكلمة والتي تعني وتساوي المراحل وتعددها للإنسان من مرحلة الاكتئاب وفقدان الذات وصولا إلى مرحلة التشافي، حيث نجحت الفنانة ملاك في تمرير حزمة من الرسائل التوعوية عن الصحة النفسية التي فتحت الأفق للتأويل المباشر لكل لوحة لنجد أن جميع الأعمال المعروضة تُذوِّب الحواجز المفتوحة بين العمل الفني والمتلقي، وذلك بمنأى عن شروط الغموض والمواربة فهي متى ما داهمها شعور ما ترجمته بالألوان والخطوط، الملاحظ بأن فرشاة ملاك الكوت ترسم مزيجا متباينا من مشاعر الألم وانعدام الرغبة وتراجع الشغف والامتلاء بالأمل والفرح جميعها مشاعر تتعاضد حينا وتتضاد حينا فالنزوع للمدرسة التعكيبية أضفى حساسية فنية مُضاعفة على تجربة الفنانة ملاك الأمر الذي دفعها لإماطة اللثام بقدر من الجرأة عن خلجات تلكم النفس البشرية الموصولة بجسور مزدوجة ومتناقضات مُركَّبة، وتحت إحدى اللوحات تُذيِّل الفنانة القول التالي: الافراط في التفكير لن يأتي لنا بالحلول المُرضية.

الانعكاس الداخلي للذات
وبيَّت الفنانة ملاك الكوت (22 عام) بأن المعرض الذي استغرق انجازه نحو سنتين هو تجسيد حيّ لفكرة التسامح مع العواطف الإنسانية والمشاعر الدفينة فكل لوحة تحث المتلقي على إعادة قراءة أغواره والبحث عما يلائمه من خيارات وقناعات، فالصدام مع المشاعر السلبية لن يكون ذي جدوى بقدر ما تكون المواجهة والقبول فاكتشافنا لجانب مظلم من دواخلنا ليس نهاية العالم حسب ما وصفت، ويظل الرهان دائما على ما يحمله المستقبل لنا من أيام ستكون بالضرورة أفضل مما سبق، مضيفة بالقول : لقد حاولت إيصال صورة متوازنة تضم النقيضين المشاعر السلبية والمشاعر الإيجابية، كما أكدت الفنانة ملاك إلى أنها كذلك رصدت من خلال أعمالها المتغيرات النفسية التي تضج بها حياة الإنسان اليومية، فيما أشارت الفنانة ملاك إلى أن أول لوحة رسمتها صوّرت عبرها طيفا للطفل الداخلي الذي تحمله وتلوذ به كنوع من صمَّام الأمان كلما استشعرت بتهديد العالم الخارجي لأمانها النفسي، وهي مايُعرف بالعودة الجنينية التي يلجأ إليها الإنسان باعتبارها آخر طوق نجاة ينتشله من الخطر.

مقالات ذات علاقة

العريبي: مسرح السنابل يحتفل في سهرات «ليالي بنغازية»

المشرف العام

الهيئة العامة للثقافة وبيان حول الملك شيشنق

المشرف العام

5 كتب للطريدي توثق تاريخ أهل بنغازي

المشرف العام

2 تعليقات

Manal 1 يناير, 2024 at 11:48

جميل جدا أن انشوفو بنات واول بلادي ف صناعه الفن الرائع تحيه ليهم وموفيق دئما

رد
المشرف العام 1 يناير, 2024 at 16:43

نشكر مرورك الكريم

رد

اترك تعليق