ركن تراجم مغاربية: تراجم ليبية
أبو إسحاق، إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبدالله الطرابلسي المغربي المعروف بابن الأجدابي نسبة لمدينة أجداده أجدابية التي تقع شرق ميناء طرابلس في ليبيا.
من كبار علماء الفلك واللغة تميزت حياته بالجدية والمثابرة والصبر والاجتهاد في العلم والبحث في مخطوطات السابقين.
فكان يسهر طوال الليل متأملاً في الكتب متفكراً في خلق الله يحلم أن يضيف إبداعاً جديداً إلى الحضارة الإسلامية.
غرف الطرابلسي بسعة أفقه وعلمه الغزير وحبه لتلاميذه والناس ومواقفه الإنسانية مع الآخرين وكيف كان عطوفاً مع الفقراء، يسعى إلى الخير والفضائل ويدعو إلى المحبة والعلم والقراءة.
الطرابلسي، عالم الفلك واللغوي النسابة عاش بطرابلس الغرب الليبية والتف حوله الناس والطلاب وعاشوا يتعلمون منه ويسجلون أخباره وكان مرجعاً لكل الدارسين والعلماء وأهل الفقه وتميز في عصره بعلمه الغزير وإيمانه العميق وحرصه الشديد على العبادة.
وللطرابلسي كتاب مرجعي في علم الأنواء وأساساته والفصول وأوقاتها ومناظر النجوم وهيئاتها بأسلوب سهل مما ساهم في تناوله وتداوله بين الأقطار العربية واعتباره من الكتب المصادر في هذا العلم.
والكتاب بعنوان : الأزمنة والأنواء.
وقد عرف الطرابلسي علم الأنواء تعريفاً دقيقاً بقوله:
النجوم التي تنسب لها الأنواء هي منازل القمر الثمانية والعشرون ومعنى النوء أن يسقط النجم منها في المغرب وقد بقي من الليل غبش يسير ويطلع آخر يقابله تلك الساعة من المشرق والذي ناء منهما في
الحقيقة هو الطالع، لأن النوء في اللغة النهوض.
ونلاحظ ربطه في التعريف بين خبرته العملية والنظرية في هذا العلم وبين خبرته ومعرفته اللغوية وذكر خبرات السابقين عليه من العلماء وناقشها ومنهم : الدينوري والفراء والأصمعي.
ويعد مؤرخو العلوم هذا الكتاب من أهم الكتب العربية في علم الأنواء، وذلك لقيمته العلمية والتاريخية إذ يستعرض بدقة معارف المسلمين السابقة عليه في هذا العلم مع تقييم ومناقشة لها وذكر لمعلومات دقيقة عن الموضوعات التي تناولها.
المصدر: صفحة (تاريخ تونس)، عن كتاب: أعلام المبدعين من علماء العرب والمسلمين | المؤلف: علي عبدالفتاح.
الصورة عن صفحة: تاريخ تونس.