يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَذِّبُ قَلبَهُ
أَقصِر فَإِنَّ شِفاءَكَ الإِقصارُ
نَزَفَ البُكاءُ دُموعَ عَينِكَ فَاِستَعِر
عَيناً لِغَيرِكَ دَمعُها مِدرارُ
مَن ذا يُعيرُكَ عَينَهُ تَبكي بِها
أَرَأَيتَ عَيناً لِلبُكاءِ تُعارُ
العباس بن الأحنف
ماذا تفعل
حين يجرحك الحنين
أيها الرائي اليتيم
تحاول أن تبكي
فلا تجد من يواري
سوءة الفقد
تنهيدة الناي على مقام الوجع
فتخذلك حشرجة الغناء
أمام النوافذ المشرعة في الغياب
تنزوي في آخر ركن لحانةٍ
هجينة الغرام
لا تحتفي سوى
بالنبيذ المعتق الدامع
من حنجرة الليل
لك القدح الأخير
تتماهى مع تأوهات البلوز *
يأخذك الشجن إلى ابعد التيه
حين يأتيك مجاز النسيم
برائحة تلك السادرة في جُب الياسمين
أبها الرائي الحزين
هل يمكن للأغاني والكلمات
والأشياء المرئية والأحلام المهملة
أن تخيط اسمك على حجر
ظل يحلم بالمطر
بموسيقى
تزهر على وجهه الأصم
كل الأبواب
اغلقت ليلة رحيل القمر
أيها الرائي الشريد
من عبروا صحراء هذا الليل
ظلت اغانيهم تنوح
ولم يبكي معهم أحد!
أتراهم لم يدخروا
للشغف شيءٌ من الدمع
يليق بجمرهم الخامد
في احداق الغرباء
أم أن خطوهم القهقري
لم يبلغ مناجاة سفر الجرح
في صقيع المنافي
هم أناشيد الرحيل
قبل أن تتكحل مآقيهم
هجيع المنافي.