بين ضفتي غلاف أخضر غامق، صُدِّرَ برسم تخطيطي لمعتقل العقيلة، رسمه الحاج محمد عصمان الشامي، أحد الناجين من المعتقل سيئ الصيت؛ يقبع العدد (ب)، ثاني أعداد “الغرفة 211″، وهي مطبوعة تصدر عن منظمة أريتي للثقافة والفنون (منظمة ليبية وطنية غير هادفة للربح تسعى لدعم الإبداع الفني والتبادل الثقافي في ليبيا). جاء العدد في كتاب من الحجم المتوسط في 323 صفحة، صَدّرها فريقُ التحرير بمقدمة بعنوان “ذاكرة الاستعمار ومستقبل تاريخنا”، مقدمة تعكس ثيمة العدد الذي تكثّفَ حول موضوع الذاكرة الليبية المرتبطة بحقبة الاستعمار الإيطالي (1911 – 1943). ناقشت المقدمةُ إشكالات التأريخ، عبر التعليق الناقد على الاتجاهين السائدين في كتابة التاريخ الليبي: (التأريخ التقليدي، التأريخ الاستعماري)، مقترحة المضي قدما في مسار ثالث ينتهج النقد المزدوج، الذي لا يكتفي الباحث فيه بفحص المادة التاريخية؛ بل بالذهاب أبعد عبر وضع الأدوات الناقدة هي الأخرى موضع مساءلة دائمة.
بعد المقدمة يفتتح صالح السنوسي فصل النصوص، عبر مقتطف من روايته “الهروب من جزيرة أوستيكا”، يليه مقتطف من رواية “صندوق الرمل”، لعائشة إبراهيم، ثم نص “الرحلة” لمروان جبودة، متبوعا بمقطع مترجم من رواية “بنغازي” لمؤلفها صلاح المنصف من ترجمة ميرنا فكري، وأخيرا نص “عن المقرون والبَرَّاح وشوق سيدي رافع”، لحسام الثني.
في مركز العدد نجد ملفًّا خاصًّا عن كتاب الإبادة الجماعية في ليبيا، تاريخ استعماري مخفي” لمؤلفه الباحث علي عبد اللطيف حميده. مقدمة الطبعة الأولى بقلم حميده، وترجمة محمد زاهي بشير المغيربي، يليها مقتطف من الكتاب، ثم قراءة بعنوان “إعادة تشكيل تأريخ الإبادة الجماعية”، لفؤاد مغربي، من ترجمة نافع الطشاني. وأخيرا “في نقد المعرفة الاستعمارية والنخبوية”، وهو حوار أجراه رئيس تحرير الغرفة 211، مع الدكتور حميده.
اشتمل فصل التوثيق على ثلاثة نصوص: “أمي حين تسرد التاريخ” لأحمد يوسف عقيلة، “ما تيسر من سيرة نساء المقاومة والنضال الوطني”، لفاطمة غندور، و”مرايف عليهم خاطري ولهان”، لحسام الثني.. مع تقديم لنص “ميثاق الحرابي”.
يتكثّف فصل القراءات في تراجم: “أنطونيو مورون، العساكر وذاكرتهم”، ترجمة خالد المطاوع، و”ليبيا خلال الاستعمار من منظور إثيوبي”، لسعد العشة. ثم “ما تعلمه لورانس الدينماركي في ليبيا، فريدريك ويري، ترجمة سعد العشة. وأخيرا “دلالة غامضة هائلة – عن رواية “بنغازي”، لصلاح المنصف، بقلم ستيفين وات، من ترجمة نافع الطشاني.
يُختتم متن الكتاب بفصل “إدراكات”، حيث يقدم خالد المطاوع “الصعود من الشر: تأملات مشكالية في مستقبل تاريخنا.
اللوحات الداخلية، وكذلك إخراج النص الداخلي للفنان محمد بوقشاطة، يترأس تحرير الغرفة 211 خالد المطاوع، ويدير التحرير حسام الثني. تتوفر المطبوعة حاليا لدى دار الفرجاني بالقاهرة، وهي في طريقها إلى ليبيا.
المنشور السابق
المنشور التالي
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك