كل شيء رحل
ألا هذا الحطام
بقى شاهدًا
على ما حدث
هو لم ينهار “بأمانة “
فقط جدرانه
كانت تصرخ
تحت وطأة
صفعات الإعصار
انتفضت …
شهقت..
ثارت …
فقط نوافذه
فتحت
وأبوابه
كسرت أمام
جبروت الماء
الطاغي
حتى المطبخ
أمتلأ بالأواني
والضجيج
حتى طقم أمي
الهادئ الكلاسيكي
الذي كانت تخرجه
بعناية لصديقاتها
تساقط قطعة قطعة
غرق المزمار الذي
كان أبي يعزف عليه
تحت الدالية
في سقيفة بيتنا
كل مساء
وحوله نجتمع نحن
والجيران
كل شيء غادر
ألا صوته وانغامه
رحل كل شيء
حتى رائحة كعك أختي
المرتب بعناية
داخل الفرن
كانت تنتظر نضوجه
ليرافق أكواب الحليب
والشاهي كعادتنا
حين يحل الليل
نتسرب من غرفنا
ونجتمع في وسط
“الحوش ” نطالبها
بالمزيد وتبتسم
هات كوبك بسرعة
اختفى شارعنا
بجدرانه وأبوابه
بجيرانه بدكاكينه
وازقته الملتوية
بضحكات اطفاله
و “”فرشيات “”
نساءه الملتفة حولهن
بعناية
حتى ياسمينة الدار
اقتلعت من جذورها
انجرفت بقسوة
ناشره شذاها في
الأجواء
“قفة “جدي التي يتباهه بها
أنها من صنع والد والده
لم تقاوم السيل
ابتلعها بشراهة
كما ابتلع جدي وأبي
وابتلع قلبي ومنزلنا
تاركًا لنا هذا الحطام
بعد أن مضغه ورمى به
شاهدًا على تلك
الليلة الحافلة
بالفقد والوجع
ملاذ النورس