الطيوب
عن منشورات بتانة، القاهرة، صدر كتاب بعنوان (حضور التقنية في العلوم الاجتماعية)، للدكتور شحاتة صيام، وهو يتناول في موضوعه الأساسي المقاربات المنهجية في عصر ما بعد الإنسان.
جاء في مقدمة الكتاب : “موضوع الكتاب تعبير يقصد به المقاربات المنهجية في عصر الآلة باعتباره العصر اللاحق لعصر الإنسان الذى كان الإنسان فيه البشر هم محور السيطرة الأول بعيدا عن علوم التقنية التي ظهرت فيما بعد واكتسحت العالم وصولا إلى علوم مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من علوم التقنية التي وإن لم تغير حياة الإنسان بالكامل فعلى الأقل ستحولها إلى مسار مغاير لما كانت عليه في العصور الأولى للبشرية وحتى في زماننا الحالي الذى ينتظر له التغير الكثير.
ووفقا لما جاء في الكتاب تشكل التقنية، عبر مراحلها التاريخية، ثورة كبرى في مسارات الإنسان، إذ يتم من خلالها تحقيق إنجازات واسعة على المستويين الكمي والكيفي، وليس أدل على ذلك من حضور التكنولوجيا الذكية في كل نواحي الحياة المعيشة وجنباتها، ذلك الذي يجعلها جزءا أصيلا من البنية الوجودية.
وإذا كانت التقنية قد حظيت بمكانة طاغية في عصر الرقمنة فإنها ساهمت في تحويل الواقع إلى افتراضي، أو قل إلى موت الواقع وإزاحة الإنسان من مركز الصدارة في الكون، بل وتحويله إلى كائن تكنولوجي، لقد بات للآلة حضور اجتماعي يجسد عملية التواصل بينها وبين الذات الإنسانية، الأمر الذي يجعل التصرفات البشرية في إطار هذا الحضور مسألة تكنولوجية بالأساس، فيكون الشعور والقدرة على الفهم وتقمص الشعور وفهم لغة الجسد من مسوغات التفاعل إطار المجتمعات الافتراضية.