معاوية الصويعي
تروي أرومة (الهوسا) أن نسبها يعود إلى الفارس العراقي الأمير (بابا جيدا) الذي هاجر من العراق على رأس كوكبة من المغامرين المحاربين العرب على ظهور الإبل وتوغلوا بعيدا في أعماق أدغال غابات إفريقيا ما بعد بحيرة تشاد، إلى كانم أو كانو مئات السنين قبل ميلاد المسيح عليه السلام.
كان الأمير (بابا جيدا) وسيما، مصارعة مقاتلا، يجيد المراوغة بالسيف والرمح، وسهام كنانتة تصيب المقاتل، ويملك فراسة البدو وذكاء الصعاليك الأوائل.
استقبله ملك البرنو وزوجته، وحظي ببنت الملك في فرح بهيج، ومرت الايام إلى أن قام الملك، بفصله عن رفاقه وبني جلدته …
شك الأمير بابا جيدا في الأمر، وتوجس مكروها يحل به أو باتباعه، وفي الهزيع الأخير، اتجه مع قمر الليل غربا، بعدما أرسل إشارة إلي مقاتليه قبل الغروب، تاركا زوجته بيرام تاغاباس حاملا.
سارت الكوكبة في مرح، وبعد مسيرة أيام مروا على قرية كبيرة، (تربتها حمراء) وأهل القرية في هرج ومرج، ونساء تولول وصراخ مرعب، ولاحظوا أن (الملكة) وحراسها يحاولون جاهدين قتل (أفعى) ضخمة حاصرت (بئر الشرب) الوحيد.
تقدم الأمير (بابا جيدا) إلى قلب المعركة، بعد أن طلب من الملكة الابتعاد عن المكان.
استطاع بابا جيدا غرس رمحه في رأس الأفعى، وتقدم في خفة الي حافة البئر وقطعها إلى نصفين بسيفه، هلل الناس فرحا، وقررت الملكة الزواج من الأمير (بابا جيدا)، وإهداءه جارية، وهي عادات إفريقية قديمة.
تتراكم أحداث وصور الأسطورة، فتخبرنا أن الإبل التي رحل بها الأمير إلى الأدغال تزاوجت مع الزراف وأنتجت إبل المهارى السريعة ذات العيون الخضر!!
وتُذكر الأسطورة أن الأمير (بابا جيدا) أنجب من الملكة الأولى ولدا سماه (باووجاري)، الذي كبر ورزق ثلاثة أزواج من التوائم كانوا (دورا – غويير – زازو – زايا – كاستينا – رانو). أما الجارية فقد انجبت سبعة أبناء (كبي – زافارا – جواري – جوكون – ياروبا – نوبي – ياووري)، الذين كونوا (اليانزا) وتعني الدول غير الشرعية.
للعلم شعوب الهوسا الان من موريتانيا والسنغال وجنوب ليبيا والجزائر وجنوب مصر والسودان الي اعماق نيجيريا وحتى في السعودية.
لغة الهوسا أقرب إلي العربية ومسلمين بنسبة 99 في المائة وأغلب شيوخ الهوسا يحفظون القرآن وهؤلاء الذين شكلوا ممالك وامبراطوريات الهوسا قديما تمثل الأغلبية الساحقة في غرب أفريقيا وعلى أطراف خط الاستواء شمالا.