(1)
كانت الظلال
تتراقص على جدران الغرفة
والغرفة توصف بأنها، مربض خراب
أحيانا، تُسمى ـ تيمنا ـ ناحية الدهشة
وفي حالات تبدو
لكأنها مبعث وحي
وأنا الساكن الذي أطلق العصافير
(2)
بقياس الزمن ـ الذي يُعد الاعتراف به نوعا من التجديف ـ
فإنها ليست سوى ليلة ضاربة في السهو
السهو بِعدِّه جنوح وخرق للعادة
(3)
وبحسب الناظر، فإن الغرفة
ظاهرة تخضع لمحبة التأويل
فيراها، للوهلة الأولى، خربة وأطلال
ولما يقترب
يراها كوكبا دريا
وذلك من أثر السجود، الذي هو اقتراب.
ولا يرى الساكن، لأنه في لحظة غياب، تأليف
(4)
وبتوصيف آخر ينسب للرائي
فإن الغرفة
لا يحدها زمان
ولا تدركها الأبصار
(5)
ولما تناولها الحكاؤون
شاع بأنها ليست سوى سكن لكائنات خفية
يحيط بها العوسج
والرمان
وحكوا أن البنّاء كان صريع هوى
وأنه لما بنى داره
أصابه مس من الجن.
(6)
تلك الدار خلت
وفي أوقات مختلفة
قيل إنهم رأوا في الليل
عصافير ملونة.
المنشور السابق
المنشور التالي
جمعة الموفق
جمعة عبدالله الموفق
ولد في ليبيا بمدينة ترهونة، في 1969م.
مقيم حالياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.
تخرج من معهد أحمد النائب للمعلمين 1988م.
عمل بالتدريس حتى العام 2000م.
بدأ الكتابة متأخراً، ونشر نتاجه الشعري من خلال المواقع الثقافية والأدبية على الإنترنت.
أصدر ديوان: مأدبة لبكاء مرّ، عن دار روافد عام 2017م.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك