متابعات

نخبة من الشعراء يُحييون فعاليات ليالي المدينة

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

أمسية شعرية ضمن فعاليات ليالي المدينة الموسم الصيفي لعام 2023م

شهد فضاء محمود بي الثقافي بالمدينة القديمة طرابلس إقامة أمسية شعرية قدمها وأدارها الشاعر “أحمد الفاخري” ضمن الموسم الصيفي لفعاليات ليالي المدينة مساء يوم الأحد 20 من أغسطس الجاري، وذلك بمشاركة عدد من الشعراء يتقدمها الشاعر الدكتور “علي محمد رحومة” الذي شارك بقراءة مجموعة من النصوص الشعرية حيث عانق بحرفه وجع الوطن إذ أنشد يقول (ما أمرّ الحرف لا يعني بلادا، ما أمرّ الشعر منزوع الهوية)، وفي نص القصيدة النكرة قال (في القصيدة التي لم أكتبها ولن أكتبها يكمن كل ما أريد أن أقوله،) وفي موضع آخر يقول (في هذه القصيدة النكرة معرفة أكبر من فهمي وأقصى بُعدا من أجنحتي إنها ركام الغيب المطلق، سراديب قصوى معتزلة)، وتوالت قراءاته أيضا في نصوص (طواف متعب)، و(بوح الغفلة)، و(الدهشة)، و(لأجل الصباح)، و(هزيمة الموت) وغيرها من النصوص الأخرى التي اختزل فيها الشاعر ثُمالة تجلياته السيَّارة.

بينما خاض الشاعر “عبد الحكيم كشاد” أولى تجاربه مع الشعر المحكي أو العامي بقراءة كوكبة مختارة من نصوصه المكتوبة باللهجة العامية الدارجة، ففي قصيدة (تجاعيد) خاطب ملامح الوجه وزحف ثقل الزمن عليه بحكاياه الشجية (النقش صورة وعالجبين تجاعيده مسافرة حكايات، وعالخد دمعات عمر شارده)، وفي موضع آخر (ويا ضاحك مخالف عمر ما عدّى من غصّات أنت عارف متفصلة لأيام على الجروح والبسمة وجه زين بالكذب موصوف)، ومن خلال قصيدة (بحّار) فتح أمام المدى أشواقه قائلا (بحار ياشوق البحر للسفر، ربان وأنت ليل وقمر في وين ما ترسي شواطينا، حكايات قديمة عاشها بحّار عروس البحر بين يديه حلم غافي على موج البحر يرتسم أسرار)، وواصل الشاعر قراءته لعدد من النصوص مثل (حفنة أشواق)، و(هذا طبعي)، واختتم مشاركته بقراءة نص فصيح بعنوان (اسمك هو اسمك).

كما شاركت الشاعرة “حنان محفوظ” بباقة من أهم قصائدها الشعرية فكانت البداية مع نص (حبة سكر) مستهلمة من حبّاته سحر ما يعتمل في القلب من شهقات (سكر سكر وسحر ساحر يسحر، وها هي القصيدة بأمواج بحورها تهدر يعبر عليها زورق وفيض من الشغف يعتريني كاد وطني يختنق لولا الرمال كاد وطني يختنق لولا المياه، ومد وجزر يتأرجح على صفاف عينيّ)، وفي نصها المعنون (محارة) قرأت (كي لا يسمعني أحد أضع يدي التي صافحتك يوما على ثغري أخفي آثار بهجة أخاف أن أفقدها كي لا يراني أحد أرتدي لونا لا يليق بحضرة الحزن أبدد ألواني على عيون مفتونة بالشمس) ثم أعقبته بقراءة عدد من العناوين الأخرى مثل (لست شاعرة)، و(قصيدة ليست لي)،و(لا أعرف الكثير عن الشعر).

واختتمت الأمسية بمشاركة للشاعر “صالح قادربوه” بنص جاء بعنوان (رؤية) طاف عبره يستأنس خطو المجاز أينما ساقه مِداد الكلم(سلاسل السجن شوك، والفراش مُدىً وهدأتي ضحكة السجّان تُثقله بيني وبين الحدف موصدة سُدت بصخر ليال ناء كلكلها، البرد ينخر عظمي لا سبيل إلى ريح أحمّلها صبري، وأرسلها لعل سيارة يُدلون دلوهم في بئر نار يُذيب الكرب مرجلها)، وفي موضع آخر يبوح (عطشت للضوء كان البدر ساقيتي وزهرة الصبح يرويني تمايلها)، وفي نصه المعنون (اسمك) يُخبرنا عما سيفعله باسم مَن أدارت ظهرها للنهار (هذا ما سأفعله باسمك، سأشده من أذنه وألقيه في حلبة ثيران لتنهشه القرون الحاقدة سأكتبه على جدار في شارع مظلم ليبول عليه السكارى العابرون سأنقشه على رمال الشاطئ لتلتهمه موجة جائعة، وإن لم يحدث ذلك سأمشي فوقه بقدمي المليئة بالفطر، وأنا أهتف سحقا…سحقا ).

مقالات ذات علاقة

الليبي للمحفوظات يفتتح موسمه الثقافي بالعلاقات الليبية الفرنسية

مهند سليمان

مسيرة وعطاء الدكتور محمد مسعود جبران

مهند سليمان

رواق المغاربة يختتم فعالياته

مهند سليمان

اترك تعليق