نظر الحمار من فوق سفينة نوح
إلى الزرقة فوقه وإلى الزرقة تحته
وتساءل أين السماء يا نوح؟
وعندما رأى الحصان يقترب
قال لرفيقته ابتعد عنه وإلا أنجبت بغلا
بينما قال الحصان لرفيقته
ابتعدي عنه وإلا أنجبت نغلا
فقالت الفرس ما أنا إلا مهرة عربية
فإن أنجبت مهرا فالله درها
وإن أنجبت بغلا فقد جاء به أبو صبرة
وعندما رست السفينة عند أول يابسة
اتجه الحمار شرقا واتجه الحصان غربا
وبعد قرون طويلة حكم البلاد فيها كل الدواب
وحكمها بعير أربعين عاما أرغى فيها وأزبد
قال إن الناقة تحيض والجمل لا يحيض
والدواب على الكراسي والبهائم في كل مكان
ومن استذيب خان والقعود تربيه أمه
وعندما حانت ساعته هربت كلابه المسعورة
وأحاطت به الذئاب والأسود والفيلة
نهشوا أحشاءه وكسروا الضلوع والعظم
وتركوه للضباع فلم يبقوا له ما يقبر
واجتمعوا في شرق البلاد بغلا يجاور بغلا
واجتمعوا في غرب البلاد نغلا يجاور نغلا
تحت قبتين واحدة على شكل طربوش
والأخرى أقرب إلى الشنة
واختاروا حكومتين من كل دبيبة تدب على الأرض
ومن الهوام والقراد والقمل
وكل من يمص الدماء ومن أدمن المص
فيا مجلس الدواب تحت الطربوش والشنة
آن الآوان لنعود بشرا كما كنا
ويا مفتي الدواب انجدنا ونورنا
إذا تزوج بغل من نغل فهل الولد للحجر
أم لمن تحمل الرفس؟
يتوهم البعل أنه جواد يخوض الحروب والمحن
مع أنه لم يربح في حياته حربا
حتى العدو أطلق سراحه بعد أسره
عندما عرف الوالد وما ولد
مهما تعلت مراتبك ستبقى بغلا ينجب بغلا
ويا أيتها الدواب خذوا العبرة وتذكروا الجمل
ويا أيها الشعب لا تنتخب حزب الحمير
ولا حزب الخيل والأبل
الشعوب التي انتخبت حزب الحمير
لا بردعة ربحت ولا وطن.
