في سنة 1974 صدر قرار بإنشاء “قسم الهندسة النووية” كأحد أقسام كلية الهندسة في جامعة طرابلس بصفته أول قسم يُدَرِّس هذا النوع من العلوم داخل ليبيا.
إلا أن أول دفعة درست بهذا القسم كانت دفعة 1977 متكونة من 25 طالب يعدون اليوم أول طلبة ليبيين يدرسون الهندسة النووية داخل ليبيا، فصاروا جزء من التاريخ النووي الليبي عن جدارة!
فالكثير منهم عمل بعد تخرجه في مركز البحوث النووية الليبي أو بمؤسسة الطاقة الذرية إلى أن تقاعد أو رحل عن دنيانا ومنهم من مازال يعمل فيها إلى الآن..
غير أن أهم ما يهمني في هذا المنشور هو أن هذه الدفعة اشتملت على “طالبتين ليبيتيْن” فقط…
هن اليوم ” أول طالبتين ليبيتين يدرسن الهندسة النووية في التاريخ الليبي”.
و “أول مهندستيْن نوويتيْن ليبيتيْن”.
ومن المدهش كيف أنهن اشتركا كذلك في اسم الأب!:
مزنة عبدالسلام عويدان، (رقمها في دفعتها: 77015).
فاطمة عبدالسلام الزروقي، (رقمها في دفعتها: 77020).
مع ملاحظة أن الرقم يبدأ برقميْ سنة الدفعة، ثم الرقم التسلسلي للطالب في دفعته، وهو نظام استمر مع بقية دفعات الكلية.
(كاتب هذه السطور رقمه على سبيل المثال 81014).
عملت فاطمة في مؤسسة الطاقة الذرية بطريق السكة ثم انتقلت لتدريس الفيزياء ثم إلى قسم الطب النووي بمركز طرابلس الطبي ومازالت هناك حسب ما علمت.
بينما عملت م. مزنه بعد تخرجها مباشرة (في 1982 على ما أتذكر) في مركز البحوث النووية بتاجوراء في أرقى الوظائف النووية: مُشغلة للمفاعل النووي الليبي ولسنوات عديدة.
لكن بكل أسف أظن لا يعرف كبار مسؤولينا عنها شيء!! لم تنل ولا حتى 1% من الشهرة والتقدير الذي تستحق!
وبعد سنوات من الإهمال التام سمعت أنها قررت ترك المركز والعمل في شركة الكهرباء! ثم سمعت أنها تركت حتى الكهرباء واتجهت للتدريس إلى أن تقاعدت!
هي على أي حال ليست المرة الأولى! إذ كان المصير ذاته ينتظر عدة مهندسات نوويات ليبيات أخريات، منهن من أضعن أعمارهن في البرنامج النووي الليبي دون أن يعرفهن أحد!