سناء الزاوي
للغياب أيدٍ طويلة
تسلبنا الأشياء بُغتة
لا شيء تطاله أيدي الغياب يَعد مألوفاً
لا الوجوه ولا الأصوات..
يقذف بنا في التيّه
وينزع أكْتُف طال الاتِكاء عليها
يجهز كفوفنا للتلويحات
ويسد أفواهنا لنبلع مرارته..
أما عني..
أراقب ذلك فيحدث في صدري انفجار سديمي
فأُرددك كتهويدة الاطمئنان..
أعلم أن معاناتي ربما عصية عن الفهم..
وجسدي كأرضٍ يابسة يملؤها الشوك
أمشي بأرجلٍ ثقيلة أحمل أشيائي بعيداً
كمن يحمي أطفاله..
أنظر ورائي نظرة خاطفة وأعين فزِعة..
أحاول الركض منذ مدة
ثم أدرك أن لا فائدة من ذلك
أتوقف وأكتفي بمشاهدة الأشياء وهي ترحل…