طيوب النص

ليلة مباركة وحدث عظيم

(تأملات في سورة القدر)

سورة القدر
سورة القدر

الدنيا تمور وتموج بالشرور، الناس حيارى وهم في غيهم سكارى، علا موج الباطل وارتفعت رايات الضلال.

بقايا الهدى تكاد تندثر.

طال الانتظار وصعب المشوار، وسدت الطرق في وجه الحق.

ذاك كان هو الحال، وما أسوأه من حال.

لكن يأبى الله إلا أن يمن ويتكرم، يرحم ويتفضل.

وكان الاختيار، للأمر الجليل والشرف الرفيع.

شهر رمضان وليلة فيه، جمعت حسنا وبهاء، نورا وضياء.

كان فيها تنزل عظيم لكتاب ينير الدرب للمتقين، ويهدي به الله من اتبعه إلى الصراط المستقيم.

فياله من حدث عظيم ويالها من وجالها ليلة مباركة.

حول هذا الحدث وعن هذه الليلة المباركة تحدثنا سور القدر، السورة المكية ذات الخمس آيات، تلك السورة القصيرة الآيات الجليلة المعاني.

يقول الله تعالى فيها ….

(إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ

وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ

لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ

تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

 جاءت في ترتيب المصحف بعد سورة العلق، وفي هذا الترتيب إشارات لا تخفى عن أولي الألباب،

فأول الآيات نزولا هي الآيات الأولى من سورة العلق، وزمان النزول لهذا الكتاب العزيز كان في ليلة القدر من شهر رمضان.

واحتفاء واحتفالا بهذا النزول وهذا الكتاب العزيز، كان لليلة القدر مكانة، وأي مكانة.

إنها ليلة الشرف العظيم والأمر الجليل فيها يفرق كل أمر حكيم.

 ويأتي التأكيد بعد التأكيد: (إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر).

وإنها ليلة، ولكنها في الميزان خير من ألف شهر لمن نالها، وأما من حرمها فقد حرم خيرا كثيرا، بل ربما حرم الخير كله.

إن الملائكة وفي مقدمتها جبريل عليه السلام يتنزلون، في تلك الليلة العظيمة، ولك أن تحيا في روعة المشهد التنزلي الاحتفالي، وترصد في زواياه المهابة والجلال، الفرح والجمال.

إنها ليلة تكتب فيها أقدار وتقضى فيها أمور وتتبدل فيها أحوال.

ليلة هي.. وما أدراك ما هي.

بركة وفتوحات، سكينة وطمأنينة، أمن وسلام.

كل ما ذكرناه ما هو إلا ومضات عن هاتيك الليلة المباركة، رسمت لوحته الرائعة بأحرف من نور تلك السورة المباركة …سورة القدر..

ولعل في ثناياها رسالة مفادها.

إن تلك السويعات هي أثمن الأوقات وإن تلك الليلة من أجل الليالي، وذلك الكتاب المحتفى به لهو الروح والفرقان، الذكر والبيان، النور والبرهان.

مقالات ذات علاقة

الكبتي يتحدث عن الأندية الثقافية في ليبيا

المشرف العام

الشعوذة بين الأمس واليوم …!!!

عطية الأوجلي

ستبقين المرأةَ الزاهيةَ كهذه المدينة الخالدة

فراس حج محمد (فلسطين)

اترك تعليق