المقالة

ساعة القراءة..

لمناسبة اليوم العالمي لّلغة العربيّة

الطفل والقراءة (الصورة: عن الشبكة)
الطفل والقراءة (الصورة: عن الشبكة)

هذه القصيدة لا تعجبني، وهذا المقال لا يُعجبني.

أتراه حكمًا قاطعًا من قارئ القصيدة وقارئ المقال، وهل حقًّا كانت القصيدة والمقال ليس فيهما ما يُمتع وما يُضيف؟

ألا يكون سبب ذلك الحكم حالة القارئ في تلك السّاعة؟

هل قرأ ليسمع ويُنصت ما تبّثه الحروف، أم إنّ حالته كانت على غير أنسٍ مع القراءة؟

إنّ الحكم المتسرّع سببه تلك الحالة من القلق، فعندها يُظلم الشّاعر والنّاثر جراء حكم غير منصف وسديد.

كم من قصيدة بدت باهتة بلا معنى وكأنّها رصّ كلمات مقفّاة وموزونة، وكم من مقال بدا على غير فكرة وغاية عدا اختيار كلمات وكأنّها مرّت بولادة عسيرة. أو انتزعت نزعًا من معاجم الّلغة.

هكذا الحال عند قارئ لا يرى ولا ينصت. غير أنّ المفارقة تبدو عندما يُعيد ما قرأ في ساعة أنس وصحبة واهتمام ليجد نفسه وقد أسقط حكمه فيما قرأ سابقًا، وقت لم يكن على حال يسمح له باستيعاب وتذوّق ما يقرأ.

تلك الّلحظة الفارقة هى الّلحظة الصّادقة لحكم صادق لقارئ أنصف القصيدة ولم يظلم النّثر.

على أنّ الحكم المسبق على شاعر أو كاتب قبل قراءة عمله لهو من الجور بمكان، فحصر القراءة لأسماء بعينها توصد وتغلق أبوابًا ونوافذ لأقلام تهفو إلى براحٍ لم تغلقه الّلغة، ولم توصد دونه أبواب بستانها. فكم من شاعرٍ خبا وهجه، وكم من ناثر كسر قلمه.. كلمة واحدة تشدّ الأزر، وكلمة واحدة تبسط الطّريق، وكلمة واحدة توقظ مكنون الشّعور ليغدو مع اجتهادٍ في مضمار الحروف يُسابق هطل الغيم وبزوغ الفجر… وكلمة واحدة تلقي بقلم بدا وقد جفّ مداده قبل أن يسيل على الصّفحات مداد حِبره.

18 ديسمبر 2022م.

مقالات ذات علاقة

قليلاً من الآهتمام

علي الخليفي

تونس مفتاح.. الحاضرة رغم الغياب

إنتصار بوراوي

جهل أم تجاهل؟

علي عبدالله

اترك تعليق