فتحية الجديدي
بمناسبة مرور (58) عامًا على صدور صحيفة الشعب.. كلية الآداب والهيئة العامة للصحافة تسلطان الضوء على مسيرة المصراتي «صحفيًا ومؤرخًاً…
السقيفة الليبية (فتحية الجديدي): أقامت كلية الآداب بجامعة طرابلس بالشراكة مع الهيئة العامة للصحافة في مدرج رشيد كعبار بمجمع المؤتمرات بجامعة طرابلس (قاطع- أ) ندوة علمية بعنوان (المصراتي صحفيًا ومؤرخًا، وذلك احتفاءً بمرور 58 عاماً على صدور صحيفة (الشعب)…
حيث جرت الاحتفالية بمشاركة مجموعة من الباحثين والكتّاب والصحفيين والأساتذة الأكاديميين، وألقيت خلالها كلمات افتتاحية وترحيبة، سلط في أحدها الدكتور إسماعيل القروي، رئيس اللجنة التحضيرية الضوء حول أهمية تجربة المصراتي الصحفية من خلال صحيفة الشعب، والتي قدمت الدليل على أن الصحافة الوطنية قادرة على إحداث التغيير، باعتبارها محورًا أساسيًا في عالم صاحبة الجلالة.
ووصف القروي هذه التجربة بـ«صحافة المصراتي»، والتي سعت لتأطير الوعي الوطني وخلق المواطنة وإدراك الثواب والتغيرات الفكرية في المجتمع في مراحل متعددة، ودورها في تحريك سواكن المجتمع كعنصر فاعل في التطور، والتعويل على صحافة ترتقي للمستوى المطلوب.
وألقى عميد كلية الآداب الدكتور عبدالله مليطان كلمة حول أهمية هذا الحدث باعتباره تاريخًا وأرشيفًا وطنيًا، وأن أي باحث ومثقف ومهتم لا يمكن أن يرى منجزه الثقافي إلا من خلال النخب المثقفة والأساتذة المهتمين والمتخصصين والذين أعطوا ومنحوا جهدهم في سبيل خدمة الوطن وإثراء الحركة الثقافية، مردفاً أن المصراتي هو من تعلمنا منه ورافقناه وكان علامة فارقة في الثقافة الليبية.
كما ألقى رئيس الهيئة العامة للصحافة الأستاذعبدالرزاق الداهش كلمة الذي قدم فيها الشكر للجامعة على الانفتاح على الصحافة والروح الموجودة بينهما، عبر هذا الاحتفاء بالصحفي علي مصطفى المصراتي وبصحيفة «الشعب»، معتبراً أن هذه الندوة تتجاوز مفاهيم مجاملة للماضي إلى كونها محاولة لإنصاف للتاريخ والصالح مع الغد. وقال: “عندما نطالع صحيفة الشعب بعد نحو ستة عقود لا تشدنا طريقتها في الإخراج ولا طباعتها ولكن تأسرنا القواعد الحاكمة كسلوك مهني في تعاطيها مع الموضوعات، لاسيما وحدة ليبيا واستقلالها وحرمة دماء أبنائها وصون مقدراتها”.
وأردف قائلاً: “مشكلتنا في ليبيا اليوم هو إهدار المبادىء الحاكمة هذه، وقواعد الاشتباك هذه.. شكرًا للصديق والأخ والرفيق الدكتور عبدالله مليطان على هذا التحضير عالي الجودة لهذه الاحتفائية المتميزة، والاستثنائية، الدكتور عبدالله كلما تولى إدارة موقع إلا وقد أصبح أكثر حيوية ثقافية وفكرية.. شكرًا لكل من كانوا هنا في هذا الحيز الجميل من وقتنا”. واختتم قولته بالقول: “بعد كل بعد لابد أن أشكر بشكل خاص كل من لو حللوا دمه لاكتشفوا حبر زيادة وأهم من ذلك ليبيا أزيد”.
كما شاركت الأستاذة حنان على مصطفى المصراتي بكلمة بهذا الاحتفاء الذي لوحت به بكلامها عن المصراتي بقولها ”إن أبي بينكم في وجوهكم ومات المصراتي وفيه أشياء من حتى – كما قالها يومًا – رحم الله المصراتي وكونوا على درب العطء والكلمة“.
واختتم الدكتور خالد عون رئيس جامعة طرابلس بكلمه بأن هذا اليوم يحسب لتاريخ جامعة طرابلس وكانت طرفًا في هذا الحدث المهم، أن هذه الندوة أصبحت ضرورة للتعريف بالمصراتي للأجيال القادمة َومن هم على شاكلة المصراتي”. وأضاف: “اليوم هو يوم علمي حافل أقدم فيه تحية للجميع ونقف اليوم على الجهد الواضح حول هذه القامة الليبية في الثقافة والأدب وعالم الصحافة”.
كما تم تقديم شريط وثائقي حول مسيرة على مصطفى المصراتي الذي يوثق المصراتي صحفيًا ومؤرخًا، يحمل شهادات من كتّاب ومثقفين عرب عرفوا المصراتي وقدموه بعيونهم، حيث يتضمن البرنامج ورقات مقدمة من المشاركين في جلستين موضوعاتها: صحيفة الشعب وصحافة ليبيا في نصف قرن.. مجلة الفنون ولقاء وحوار. يقدمها عدد من الأساتذة والمثقفين.