إحدى المبادئ الاساسية في العقيدة الغربية هي محاربة الشيوعية والقضاء عليها ومن ثم الاسلام، لم يكتف الغرب بتفكيك الاتحاد السوفياتي والذي ادى بطبيعة الحال الى انهيار حلف وارسو، بل نراه يبذل قصارى جهده لتفكيك روسيا، ضم العديد من دول المنظومة الاشتراكية واخرى كانت ضمن الاتحاد السوفييتي الى حلف الناتو، واصبحوا على مشارف روسيا.
ترى ماذا يريدون بتوسعهم شرقا؟ ما يحدث يشيء الى ان (الغرب)امريكا وخلفاؤها يريدون ان يسيطروا على مقاليد الامور في العالم ويكونون شرطيه الأوحد، انفردت امريكا بخلق ازمات في العالم على مدى عقدين من الزمن. وأنتجت في الشرق الاوسط ما اصطلح عليه الربيع العربي وحاربت الاسلام بالمتأسلمين، واحداث فتن بين مكوناته وتدمير دوله.
العام 2014 فام بوتين بضم شبه جزيرة القرم(اعادتها) الى روسيا، مع بدء الحرب على اوكرانيا في أبريل الماضي2022, توقف خط نقل الغاز لأسباب قيل انها تقنية، ظهرت بوادر ازمة النفط والغاز، حيث يعتمد الغرب على احتياجاته من روسيا، لكن العطب الذي حدث مؤخرا بالخط والذي يبدو مفتعلا، اضافة الى محاولة الغرب لتحديد سعر النفط والغاز من روسيا وردت الفعل الروسية، بان يكون الدفع بالروبل الروسي وليس الدولار او اليورو فاقم الازمة بأوروبا.
اصبحنا نحن سكان المنطقة المنكوبة المسماة الشرق الاوسط، نلاحظ ان هناك تقنينا في استهلال الطاقة الكهربائية او ما يسمى بطرح الاحمال وطوابير الوقود وهو ما اعتدنا عليه وعلى مدى عقد من الزمن، ننظر الى ما يحدث لهم على انه مداورة ليتجرعوا من الكاس الذي سقونا منه ظلما وجورا وليس تشفّ.
بالتأكيد سيكون شتاء قارس شديد البرودة، ربما يستخدمون الفخم الحجري او تشغيل مفاعلاتهم النووية لتقليل الوطأة على مواطنيهم الذين يقومون بالتظاهر، وقد يلجؤون الى بعض الدول المنتجة للنفط والغاز للتعويض، سعيا لئلا تسقط حكوماتهم. ولكن منظمة (اوبك +) اصابتهم في مقتل، عبر تخفيض الانتاج لإحداث توازن في العرض والطلب.
ان ضم الأقاليم الشرقية من اكرانيا والتي تنتج الحبوب بكميات وفيرة الى روسيا سيولد ازمات غذائية ما ينتج عنه ارتفاع اسعار السلع والخدمات أيا يكن الامر، فان زمن الرفاهية لشعوبهم اخذ في الافول، فالتظاهرات التي بدأت في فرنسا وستنتشر في بقية الدول الاوروبية، تعتبر رسالة قوية الى حكامهم بانهم لم يعودوا تحمل المزيد من الاعباء المعيشية التي تثقل كاهلهم وتعيدهم الى العصور الوسطى وانهم لن يسمحوا بعودة الحكام النازيين والمتهورين الذين لا يبالون بشعوبهم في سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية عبر شركاتهم الاحتكارية.
هل ادرك حكام اوروبا الفخ الذي نصبته امريكا لهم؟ اتباعهم لسياسات امريكا ومحاربة روسيا من خلال تقديم مختلف انواع الاسلحة سيطيل امد الحرب التي ستكون اوروبا مسرحها ويصيبها الدمار الشامل الذي اصابها ابان الحرب العالمية الثانية، وستكون الخاسر الاكبر، حكام امريكا لا يقلون عن هتلر في حبهم لسفك دماء الشعوب واذلالها والسيطرة عليها وجعلها تابعة لهم وخط الدفاع الاول عنها، أمريكا عرضت على اوروبا شراء النفط والغاز بأسعار مضاعفة لأسعار السوق.
هل سيدخل الناتو غرفة الانعاش ويخرج ميتا؟