عبدالرسول العريبي
تواجه الثقافة العربية اليوم امتحانها الصعب وهي تقف وحدها في معركة المصير العربي والمستقبل العربي, فهي المتخندقة في كل عقل وقلب وروح..
– وهي التي يجب أن لا تهزم لا تقهر ولا تتراجع.
– وهي التي يجب أن تنمو وتكبر وتتسع في كل قلب
– وهي التي يجب أن تقول لا للهدم والسلخ والانزواء,.
– هي ميدان المعركة الأعظم والأكثر شراسة حتى وأن بدأت غير واضحة المعالم.
– إن الأرض التي تحت أقدامنا تهزها الجنازير والدبابات وقنابل الطائرات وأقدام الغزاة بعنف.. وقسوة.. تقتل وتخرب وتمتهن.. سوف تهوي غداً طالما فينا قنديل حضارتنا وهويتنا ونيراننا المقدسة.
نحن نبني المؤسسات, نرفع من شأن الكلمة والكتَّاب.. نوسع دائرة الحوار بيننا, نبحث في مصيرنا, تجدر بين أطفالنا وشبابنا معني وجودنا ومعنى حاضرنا ومعنى غدنا فالبناء البناء.. والعمل العمل.. والجد الجد ..
– في البيت نتعلم أبجدية الخلود.
– في المدرسة ننقش بل نحفر في كل عقل أن الثقافة هي ملاذ الحضارات..
– نبني المدرسة الحديثة.
– نفتح المسارح المدرسية.. ودروس الموسيقا.. نبني في كل مدرسة.. المراسم.. ومعامل البحث ومراكز البحوث الصغيرة, والتجريب.
– تتحصن بثقافة لا يمكن هزيمتها.
– نفتح الآفاق أمام معاهد اللغات الحية.
– نبني في كل زقاق مقهى -” للأنترنت “.
– نفتح الباب أمام الرياضة الروحية والجسدية.
– الكتاب في كل يدٍ, في كل يوم, في كل ساعة في كل بيت.
– القراءة.. القراءة.
– معارض للفن التشكيلي في كل منجزاته المعاصرة.
– حركة بناء مدروسة وعميقة وموجهة ومبنية على حاجة العقل والروح والوطن.
– الثقافة ثم الثقافة..
– سيلوح الإنسان الجديد المعاصر البنَّاء..
– ستحلق معجزة..
-سنبني صروحاً لا يمكن هدمها أو إزالتها بآلة الحرب والخراب.
– فالتراب سيجد من يبعث الحياة فيه, ينميه, يحوله إلى طود..
وهذه رسالة إلى أمين الثقافة وهو المثقف المدرك لهذه الرسالة أعني رسالة الثقافة في الأمة تفعيل الكل, تحريك الآسن, إشعال إرادة البناء والعمل في كل روح.. العمل الذي يدافع عن الموجود .
____________________
* عن صحيفة الجماهيرية