تحت عنوان «الصناعات الثقافية والتراث: رؤية مستقبلية» نظمت «الثقافة والسياحة» أبوظبي النسخة ال 10 من المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي، وعقد صباح أمس الأربعاء، افتراضياً، على منصة «ثقافة أبوظبي» بمشاركة باحثين وأكاديميين من مجلس التعاون الخليجي، ممن قدموا عدة أوراق سلطت الضوء على أهمية التراث ودوره في تمكين الانتماء والهوية الوطنية ودعم التنمية المستدامة.
قدم د. سليمان الجاسم، ورقة بعنوان «نحو آفاق خليجية واعدة في الصناعات الثقافية، الإمارات نموذجاً»، موضحاً أن الإمارات عملت على الاستثمار المعرفي وتطوير البنية التحتية في القطاعات الثقافية، وقدمت أبوظبي استثمارات هائلة بدءاً من إنشاء مؤسسات ثقافية كمتحف اللوفر، وحفزت الشركات والممارسين على النهوض الثقافي، وتعاونت مع شركات عالمية بارزة ما فتح آفاقا جديدة، وساهم في ازدهار الاقتصاد الإبداعي وخلق وظائف جديدة. وتابع د. الجاسم حديثه عن الشارقة مستعرضاً تجربتها الرائدة التي حققت العديد من الإنجازات، كما استعرض لملامح من التوهج الثقافي في الفجيرة.
وأشار الجاسم إلى تطور وازدهار القطاع الثقافي في دبي عبر العديد من المؤسسات التي تعنى بصياغة الوعي الثقافي والتعليمي وتساهم في خلق نخبة إماراتية مثقفة، وتطرق إلى تجربة كل من البحرين، والسعودية، وقطر، وسلطنة عمان، والكويت، في تطوير منظومة ثقافية متكاملة.
توظيف التكنولوجيا
وقدمت د. ضياء الكعبي من البحرين، ورقة بحثية بعنوان نحو استراتيجية مقترحة للصناعات الثقافية، دعت فيها إلى توظيف التكنولوجيا الجديدة في توثيق وأرشفة التراث الثقافي، مؤكدة أهمية دور الجامعات الخليجية في إحداث صناعات ثقافية من خلال نشر المعرفة.
وشددت على ضرورة تكثيف المنصات المختصة بالتراث الثقافي، مبينة أهمية الأرشفة الثقافية للحفاظ على التاريخ والتراث الشفهي، للاستفادة منها في اقتصاد المعرفة.
التراث الشعبي
الدكتورة ليلى البسام / السعودية، قدمت عرضاً يثبت أهمية التراث وإمكانية استمراره في حياتنا المعاصرة، تطرقت فيه إلى المشغولات اليدوية البدوية كمصدر للصناعات التراثية في السعودية، وعرضت عدداً من التطبيقات الحديثة للمنتجات البدوية التي أشرفت عليها، إضافة إلى بحثها الميداني في مجال تطوير الحرف وإنتاج قطع حرفية تقليدية عصرية.
بدوره قدم د. حسن أشكناني / الكويت، بحثاً حول دور متحف الكويت الوطني في صناعة الثقافة، من حيث الأهمية والتاريخ وعلاقة المتحف بالتعليم ودراسة تاريخ المتحف، معرجاً على أنواع المتاحف في الكويت، بينها المتاحف الخاصة التي يفدر عددها ب 650 متحفاً.
استراتيجية
وتحدثت عائشة الظاهري، عن سبل تعزيز الصناعات الثقافية في أبوظبي، واستراتيجية دائرة الثقافة في مجال الصناعات الثقافية، التي ساهمت في خلق بيئة إبداعية تدعم المواهب، من خلال إنشاء شراكات بين القطاعين، الخاص والعام.
وتطرقت قماشة المهيري، مدير مشروع سجل أبوظبي للحرفيين إلى أبرز أهداف السجل، وأهم إنجازاته، مبينة أنه يعمل مسحاً ميدانياً للحرف، وقد تم حصر 17 حرفة يتم الاهتمام بها والحفاظ عليها من خلال تصنيف الحرفيين، وتوفير المواد الخام لهم.
وقدمت د. أمينة الحجري، (سلطنة عمان) مداخلة حول الصناعات الثقافية موضحة بداية ظهور المصطلح في أربعينات القرن ال 20 وقد نال اهتماماً متزايداً لكونه ارتبط بمفهوم العولمة، وهي صناعات تقوم على المعرفة وتخلق وظائف، مشيرة إلى تعريف «اليونسكو» الذي يتضمن الإبداع والموسيقى والنصوص الأدبية والحرف اليدوية.