هَلَّ الرَّبيعُ فَيا عَنادِلُ غَرِّدي
هذا أوانُ السَّعْدِ واليومِ النَّدي
وَتَنَقَّلي ما شئتِ أنْ تَتَنَقَّلي
جَذْلانةً بين الحُقولِ وأنْشِدي
لحنَ الخلودِ يَعُمُّ أرجاءَ الدُّنى
فيثيرُ فيها الروحَ لا تَتَرَدَّدي
هَلَّ الرَّبيعُ فَحَلَّ يـومُ المَوْلِدِ
وَزَهَتْ شِعابٌ إذْ زَهَتْ بِمُحَمَّدِ
وَتَنَفَّسَتْ كلُّ الرُّبى واخْضَوْضَبَتْ
وَتَمايَلَتْ خُضْرَ البراقِعِ تَرْتَدي
بَزَغَ الصَّبـــاحُ مُجَلَّلًا بِبَهائِهِ
أجْمِلْ بِنورٍ فاقَ نورَ الفَرْقَدِ
وَأُزيحَ ليلُ الجَهْلِ إذْ وُلِدَ الهُدى
يا سَعْدَ مَنْ بِهُدَى النُّبُوَّةِ يهتدي
وَتَهاوَتِ الشُّرُفاتُ من إيوانِها
وهَوَى الإلهُ اللاتُ مشلولَ اليَدِ
زمنُ الجَهالَةِ قد توارى مُذْعِنًا
واسْتَبْشَرَتْ بَطْحاءُ مكةَ بالغدِ
قُشِعَ الظَّلامُ فما يُرى وثنٌ وَلا
صنمٌ بَنَوْهُ سَذاجَـةً من جَلْمَــــــدِ
اللهُ أكبرُ قالَها وأقولُــــها
بعدَ النَّبِيِّ، فإنَّني بِهِ أقْتَدي
يا مَن عَشِقْتَ مُحَمَّدًا خُذْ منهُ ما
يُعْليكَ شَأْنًا فـــي الوَرى وَتَزَوَّدِ
وإذا بَحَثْتَ عنِ المكارمِ كُلِّها
يَمِّمْ الى خيرِ الرِّجـالِ مُحَمَّدِ