المقالة

كلمات في إحصاء

كامل الكرشيني

الباحث الدكتور عبدالله مليطان (الصورة: عن صحيفة العرب)
الباحث الدكتور عبدالله مليطان (الصورة: عن صحيفة العرب)

تكمن أهمية إحصاء الشعراء في كونها وسيلة مُعِينة للباحثين في الأدب فهي تزويدهم بالمؤشرات الرقمية الحبلى بالدراسات الواعدة، كما تبين للنقاد درجة نضج نتائجهم المعممة على أدب منطقة ما كـ(دولة ليبيا )، فحين يُعَنوِن ناقد كتابه بـ(اتجاهات الشعر الليبي) عليه أن ينظر في نسبة العينة التي اختارها للدراسة مقارنة بالعدد الكُلّي للشعراء، وأعداد هؤلاء الأخيرين لا تؤمّن إلا بالإحصاء والببليوجرافيا..  

 في هذا المضمار يظهر العمل الإحصائي للدكتور عبدالله مليطان، شيخ الببليوجرافيا الشعرية في ليبيا، هذا العمل الذي أحصى أعداد الشواعر والشعراء في لمسة على حسابه في (الفيسبوك) تحت عنوان: إحصائيات ليبية، على الآتي:

– عدد الشعراء الكلي: 288

– عدد الشاعرات: 51

– عدد الشعراء: 237

ـ عدد دواوين الشعر الليبي: 635

– عدد دواوين الشاعرات:88

– عدد دواوين الشعراء: 547

(هذه الإحصائية حتى نهاية ديسمبر 2016م)”

* وهذه الإحصائية ترجع بنا شئنا أم أبينا لكتابات النقاد الليبيين الرواد وأخص بالذكر الراحل الدكتور خليفة التليسي، الذي طرح في كتابه (رفيق شاعر الوطن ) الصادر عن المطبعة الحكومية، طرابلس – ليبيا، 1965 السؤال النقدي المثير للجدل: هل لدينا شعراء ؟

فهل هؤلاء بالفعل تصدق عليهم جميعًا تسمية شاعر أو شاعرة؟ هذا سؤال يحتاج جوابًا نقديًا للمشهد الشعري والمتشاعر الليبي.

* هذه الإحصائية قامت –في تقديري – على المنتج المطبوع، الذي أظهره د.مليطان، وهنا يتمدد سؤال كبير آخر، ما مقدار الشواعر والشعراء الذين لم ينشروا أعمالهم في دواوين؟ أو الذين لم يفكروا بجمعها أصلًا من الصدور وقنوات التواصل الاجتماعي وأدراج النسيان في الأضابير؟ خاصة مع وجود (التابو) الاجتماعي، لاسيما على المرأة المحافظة، الذي يكرهها أو يجعلها توادعه على ستر الشعر باعتباره لا يليق اجتماعيًا في ليبيا بالمرأة ويبقى تبعًا لذلك أكثر إنتاجهن في إقصاء يظهر على استحياء في المناسبات الاجتماعية خاصة أعراس الزواج.

* عند الحديث عن الشعر في ليبيا بوجه عام، يبرز نوعان من الشعر، هما الشعر الشعبي، والشعر الفصيح. ويحتل الشعر الشعبي مكانة مهمة في ليبيا، لأسباب متعددة، منها ارتباطه بالحياة اليومية لليبيين، وقدرته على التعبير عن المجتمع وعلاقة الفرد به وبالقبيلة، وكذلك لأنه يمثل تعبيراً صادقاً عن العادات والتقاليد في المجتمع، لأنه يستخدم لهجة المكان وسكانه منظومة في أبيات موزونة، وعنصر أساسي في الاحتفالات والمناسبات الدينية والاجتماعية. الملاحظ على هذه الإحصائية عدم توضيحها لنوع الشعر المقصود، بمعنى آخر هل هذه الإعداد تشمل الشعر الشعبي العامي جنبًا إلى جنب مع الشعر الفصيح؟ أم تخص الفصيح ليس غير؟

لست أدري!

مقالات ذات علاقة

إلتهابات وطنية

سعاد سالم

حول حقيقة الشهيدة معيتيقة!

عبدالحكيم الطويل

رميم اتحاد العمال الليبي

سالم العوكلي

اترك تعليق