الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
الحدث والأثر في اللغة العربية (مقاربة نحوية بلاغية) هو عنوان محاضرة جديدة انطلقت من الساعة العاشرة والنصف صباحا حتى الساعة الواحدة ظهرا أقامها مجمع اللغة العربية ضمن برنامجه العلمي والثقافي لعام 2022م، يوم الخميس 8 من شهر سبتمبر الجاري ألقاها الدكتور “رجب علي رجب دومة” وقدمها الدكتور “رضوان عبد الكريم اللافي” وسط حضور لفيف من البُحاث والمهتمين باللغة وعلومها، وافتتح الدكتور “عبد الحميد الهرّامة” رئيس مجمع اللغة العربية كلمة الافتتاح التي أثنى فيها على جهود الدكتور دومة والدكتور اللافي شاكرا إياهما على تعاونهما مع المجمع.
علم الاشتقاق
واستهل الدكتور اللافي في مقدمته بالتأكيد على ما حظي به الإشتقاق في اللغة من عناية واهتمام من البُحاث لكونه علم من علوم اللغة العربية التي فاض عليها ما أفاض من سمة بارزة وعلامة مميزة استحقت بها الفضل على جميع اللغات، وتابع: إن العارف بعلم الاشتقاق يتصرف به يتصرف في فنون القول فنجد في لسانه حلاوة وفي مفرداته طلاوة ويصيب مقاصد كثيرة ويظفر بفؤاد غزيرة ويستعين به على امتلاك ناصية اللغة وقيادتها بقدرة بالغة وهنا يكمن سر عناية العلماء به.
خصائص الاشتقاق
وتناول المحاضر الدكتور “رجب علي دومة” عدد من المحاور فقد ركز على اللغة العربية وخصائصها الاشتقاقية موضحا بأن الحديث في صيغة المصدر أكثر تعقيدا وأوسع مجالا خاض فيه علماء اللغة لأن هذه الصيغة تدرس بلحاظ كونها مبدءا للاشتقاق عند فقهاء اللغة والمعجبين والأصوليين وتدرس بلحاظ آخر من حيث كونها تأتي مفعولا مطلقا عند النحويين، وأضاف أيضا إنه إذا كان كذلك في المصدر فلعل البحث في اسم المضدر أكثر تعقيدا لكون اسم المصدر بحث على هامش المصدر لمجموعة من الصيغ لا تجمعها ضابطة مشتركة أو ليس لها وزن في العربية.
الكلام الملحون في اللغة
كذلك تطرق المحاضر إلى مسألة اللحن والخطأ في اللغة مستشهدا ببعض العبارات والتراكيب التي شابها اللحن وأشار أن بعض الفصحاء العرب والأئمة كانوا يعتبرون أن الكلام الملحون في اللغة يماثل الإصابة بأمراض كالجدري والجذام وما نحوها من الآفات والأمراض، وبيّن المحاضر في سياق استطراده أنواع الاشتقاق اللغوي المتمثلة في الصغير والكبير والأكبر والكبار والمعايير التي تنهض عليه فضلا عن التغييرات الصرفية والتأثيل للأصل الاشتقاقي، من جهة أخرى أكد على أن الأفعال تكون من هذا على ثلاثة أبنية على (فَعَل يَفعلُ، وفَعَل يَفعِل وفعِلَ يَفعَل) ليكون المصدر فعلاً والاسم فاعلاً، مشيرا للتعريف الذي خاصه العالم سيبويه للحدث ومنهج الاشتقاق فيها، ومن جانب آخر شرح الأسلوب القرآني في التفريق بين الحدث والأثر.