قصة

حدث ذات عمر

راديو
راديو

الساعة الثامنة.. يدق المنبه.. أمد يدي للمذياع.

يعلن المذيع… من أرض ليبيا الحبيبة، صباحكم زين، ونهاركم غير…

أتأمل السقف ذاك الذي نشأت بيني وبينه علاقة رائعة أظل أحاكيه لساعات، يعرف الكثير عني وأعرف الكثير عنه! حتى ذاك العنكبوت الذي بنى عشه في زواياه بدأت أحبه..  سقفي الذي طالما سحب مني الغطاء ليصبح علي، وكم مرة انتقد تلك المساحة التي تحت عيني، ويهمس غاضبًا: غافلتني وسهرتي ليلة البارحة.

ومرات عديدة كان يتلصص على نصوصي، حتى تلك كنت أمزقها وأرمي بها داخل سلة المهملات، كانت تجد استحساناً لديه، ويقرأها بشغف، وكم مرة سألته: ترى ما الذي سأطهوه على الغداء اليوم..

يملأ صوت المذياع المكان، وتزاحمه رائحة القهوة، وذكريات ليلة البارحة، وقطتي الشقية المتذمرة. أركض نحو المذياع، وأرفع الصوت 🎵🎵: اتعيشي يابلدي يابلدي تعيشي ..

أنظر إلى حوض الغسيل؛ ترى من أين أتت كل هذه الصحون والاكواب؟ أشعر بأنها تناديني لأغمرها بالصابون والماء، وأصففها بالقرب من بعضها. أفتح النافذة أراقب عصافير الحي الهاربة من بنادق العابثين إلى فناء منزلي، أتتبع عيون قطتي التي تلاحقهن بطمع، أسكب قهوتي وأجلس، أستمع إلى صوت طبرق Fm.

ملاذ النورس

مقالات ذات علاقة

قارعة

حسين بن قرين درمشاكي

أزمـــــــــة

زكري العزابي

أربعطاش ونص[1]

رحاب شنيب

اترك تعليق